التفسير والبيان :
الله تعالى هو الذي يسخر البرق : وهو ما يرى من النور اللامع ساطعا من خلال السحاب ، بسبب تقارب سحابتين مختلفتين في الشحنة الكهربائية ، ويريكم إياه تخويفا ، فيخاف منه المسافر والمزارع الذي جمع حبوبه في البيدر (الجرين) ويحذر عواقبه كل إنسان من خطف البصر ، أو مجيء السيول الجارفة ، وطمعا ، أي يرجو نفع المطر من كان بحاجة إليه لسقي زرعه وشجره وغسل الجو من الأتربة والرمال والدخان والميكروبات. فالناس في الظواهر العامة قسمان : إما فرح طامع بالخير بالنسبة إليه ، وإما متشائم متبرم عابس لما يصيبه من شر أو ضر بالنسبة إليه.
(وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) أي والله سبحانه هو الذي يوجد السحب المحملة المترعة بالماء ، وهي لكثرة مائها ثقلية قريبة إلى الأرض. قال مجاهد :السحاب الثقال : الذي فيه الماء.
(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) أي أن الرعد بلسان الحال لا بلسان المقال ينزه الخالق عن الشريك والعجز ، ويعلن خضوعه له ، وانقياده لقدرته وحكمته ، كما قال تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ، وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء ١٧ / ٤٤].
وتسبح الملائكة ربهم وتنزهه عن الصاحبة والولد ، من هيبته وإجلاله.
ويرسل الله الصواعق نقمة ، ينتقم بها ممن يشاء ، ولهذا تكثر في آخر الزمان ، روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة ، حتى يأتي الرجل القوم ، فيقول : من صعق قبلكم الغداة ، فيقولون : صعق فلان وفلان وفلان».