المفردات اللغوية :
(يَبْسُطُ الرِّزْقَ) يوسعه (وَيَقْدِرُ) يضيقه أو يعطي بقدر الكفاية فقط (وَفَرِحُوا) أي أهل مكة فرح بطر (بِالْحَياةِ الدُّنْيا) بما بسط لهم في الدنيا وما نالوه فيها (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) في جنب الآخرة (إِلَّا مَتاعٌ) إلا متعة لا تدوم ، وشيء قليل يتمتع به ويذهب ، والمعنى : أن الكفار بطروا بما نالوا من الدنيا ، ولم يستخدموه فيما يوصلهم إلى نعيم الآخرة ، واغتروا بما هو قليل النفع سريع الزوال.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة (لَوْ لا) هلا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ) على محمد (آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) كعصا موسى ويده ، وناقة صالح (يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) إضلاله ، فلا تغني عنه الآيات شيئا ؛ لأنه عاند وأعرض عن الحق (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) يرشد إلى دينه من رجع عن العناد وأقبل إلى الحق. والمعنى : هذا جواب فيه تعجب من قولهم ، كأنه قال لهم : ما أعظم عنادكم ، إن الله يضل من يشاء ممن كان على صفتكم ، فلا سبيل إلى اهتدائهم ، وإن أنزلت كل آية ؛ ويهدي إليه من أناب ، أي من رجع عن العناد.
(وَتَطْمَئِنُ) تسكن (بِذِكْرِ اللهِ) أي بتوحيده ووعده (تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) قلوب المؤمنين ، والمعنى أن قلوب المؤمنين تسكن وتستأنس بتوحيد الله وتذكر وعده ، وتعتمد عليه وترجو منه ، فتطمئن.
(طُوبى) مصدر من الطيب ، أي لهم العيش الطيب والنعمة والخير والسرور ، والحسنى والكرامة. وقيل : هي شجرة في الجنة ، يسير الراكب في ظلها مائة عام. (مَآبٍ) مرجع ومنقلب.
المناسبة :
بعد أن ذكر الله تعالى عاقبة المؤمن وعاقبة المشرك ، بيّن أنه تعالى الذي يبسط الرزق ويقدر في الدنيا ؛ لأنها دار امتحان ، فبسط الرزق على الكافر لا يدل على كرامته ، والتقتير على بعض المؤمنين لا يدل على إهانتهم ، فلا تعلق للرزق بالكفر والإيمان ، فربما وسع على الكافر دون المؤمن استدراجا له ، وضيق على المؤمن دون الكافر زيادة في أجره وثوابه.
ثم ذكر تعالى مقالة للمشركين ، كثر في القرآن حكايتها وهي طلب آية