خافية. وهذا نفي لوجودها. والاستفهام : استفهام توبيخ.
(أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) أي بل أتسمونهم شركاء بظن من القول أنهم ينفعون ويضرون ، أم بباطل من القول ، أي إنما عبدتم هذه الأصنام بظن منكم أنها تنفع وتضر ، وسميتموها آلهة كما قال تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ، ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ، إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ، وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ ، وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) [النجم ٥٣ / ٢٣].
والخلاصة : إن آية (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ ..) حجاج للمشركين وتوبيخ لهم وتعجيب من عقولهم ، ويقصد منه نفي الدليل العقلي والدليل النقلي على استحقاق تلك الشركاء للعبادة
(بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ) أي لا فائدة من هذا النقاش أو الحجاج معهم ، فإنهم قوم زيّن لهم كفرهم وكيدهم : وهو ما هم عليه من الضلال والدعوة إليه آناء الليل وأطراف النهار ، كقوله تعالى : (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ) [فصلت ٤١ / ٢٥].
(وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ) أي وصرفوا عن سبيل الحق وسبيل الله والدين القويم ، بما زين لهم من صحة ما هم عليه.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ ..) أي ومن يخذله الله لكفره وعصيانه ، فما له من أحد يوفقه إلى الهداية وسلوك طريق النجاة والسعادة ، مثل قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) [المائدة ٥ / ٤١] وقوله سبحانه : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ ، فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ، وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) [النحل ١٦ / ٣٧].
ثم ذكر الله تعالى جزاءهم فقال : (لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) أي لهم