(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ..) واذكروا يا بني إسرائيل حين آذنكم ربكم وأعلمكم بوعده لكم ، وهو قوله : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها.
أخرج البخاري عن أنس حديثا فيه : «ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة».
ويحتمل أن يكون المعنى : وإذ أقسم ربكم وآلى بعزته وجلاله وكبريائه ، كقوله تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) [الأعراف ٧ / ١٦٧].
(وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ ..) أي ولئن جحدتم النعم وسترتموها ، فلم تؤدوا حقها من الشكر. (إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) أي إن عقابي أليم وقعة ، شديد تأثيره وألمه ، في الدنيا بزوال تلك النعم ، وسلبها عنهم ، وفي الآخرة بالعقاب على كفرانهم ، والمراد بالكفر هما : الكفران. جاء في الحديث الثابت الذي رواه الحاكم عن ثوبان : «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه».
(وَقالَ مُوسى ..) أي وأعلن موسى مبدأ أساسيا في الدين ، حينما لا حظ منهم أمارات الكفر والعناد ، وهو أن منافع الشكر ومضار الكفران لا تعود إلا إلى الإنسان ، أما الله فهو غني عن عباده ، فقال : إن تجحدوا نعمة الله عليكم أنتم وجميع من في الأرض من الثقلين : الإنس والجن ، فإن الله غني عن شكر عباده. وهو المحمود ، وإن كفر به من كفر ، كما قال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) [الزمر ٣٩ / ٧] وقال تعالى : (فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ ، وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [التغابن ٦٤ / ٦] وقال سبحانه : (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر ٣٩ / ٧].
جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فيما يرويه عن ربه عزوجل ـ أنه قال : «يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على