جبريل عليهالسلام أتاني فقال فيما أخرجه أحمد عن عائشة وعبادة. «بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، ومن كل عين وحاسد ، الله يشفيك».
وعلى كل مسلم أعجبه شيء أن يبرّك ، فإنه إذا دعا بالبركة ، صرف المحذور لا محالة ، لقوله صلىاللهعليهوسلم لعامر : «ألا برّكت» فدل على أن العين لا تضر إذا برّك العائن. والتبريك أن يقول : تبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم بارك فيه. ويقال : إن العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار.
والعائن إذا أصاب بعينه ولم يبرّك ، يؤمر بالاغتسال ، ويجبر على ذلك إن أباه ، لأن الأمر على الوجوب ، وقد أمر صلىاللهعليهوسلم في حديث أبي أمامة العائن بالاغتسال للمعين ، وأمر بالرقية.
ومن عرف بالإصابة بالعين ، منع من مداخلة الناس ، دفعا لضرره.
٢ ـ دل قوله تعالى : (وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) على أن الحذر لا ينفع مع القدر ، فدخول أولاد يعقوب مصر من أبواب متفرقة ما كان ذلك التفرق يغني من الله من شيء. قال ابن عباس : ذلك التفرق ما كان يرد قضاء الله ولا أمرا قدره الله.
٣ ـ الحكم لله ، أي الأمر والقضاء لله وحده ، وعلى المؤمن الاتكال على الله ، أي الاعتماد عليه والثقة به وحده ، لأن حصول كل الخيرات ودفع كل الآفات من الله تعالى.
٤ ـ إن وصية يعقوب لأولاده بالدخول من أبواب متفرقة مجرد خاطر خطر بقلبه ،. وتحرز ظاهري ، مع أنه عليم من طريق الوحي بأمر دينه ، وأكثر الناس لا يعلمون ما يعلم يعقوب من أمر دينه. وقيل : المقصود بالعلم هنا العمل ، أي لذو عمل بعلمه ، فإن العلم أول أسباب العمل ، فسمي بما هو بسببه.