المشركون ، بل وكلّ مستكبر ، أي يعاقبهم ويجازيهم. وهذا الوعيد يتناول كلّ المتكبّرين.
فقه الحياة أو الأحكام :
هذه الآيات مناقشة حادّة مع المشركين ، فيها إنكار لعبادتهم الأصنام ، وتهكّم بهم ، وبيان فساد تفكيرهم وسوء تقديرهم ، وسوء صنيعهم ، وصدودهم عن الحقّ ، وإعلان تصميمهم على الكفر والشّرك.
وأول فساد في تفكيرهم أن الأصنام مخلوقة وعاجزة عن خلق غيرها ، فهي لا تضرّ ولا تنفع ، فكيف تتخذ آلهة؟!
ومن كان قادرا على خلق الأشياء ، كان بالعبادة أحقّ ممن هو مخلوق لا يضرّ ولا ينفع.
والفساد الثاني أنهم ينكرون نعم الله وإحسانه لهم ، وأبسط مبادئ التدين والأخلاق مقابلة النعمة وشكرها ، وهم لم يشكروها.
والفساد الثالث أن الأصنام جمادات لا تعلم شيئا ، فكيف توصف بالألوهية؟ والإله ينبغي أن يكون عالما بالسّرائر والظواهر ، محيطا بأحوال العابدين ، حتى يلبي مطلبهم ، ويجازي مقصرهم ومسيئهم.
ثم صرّح تعالى بأوصاف الأصنام الثلاثة المناقضة تماما لمن يستحقّ وصفه بالألوهية والعبادة والطاعة ، وهي العجز عن خلق شيء ، وكونهم أمواتا غير أحياء ، لا أرواح فيها ولا تسمع ولا تبصر ، أي هي جمادات فكيف تعبدونها وأنتم أفضل منها بالحياة ، وكونهم ـ أي الأصنام ـ يجهلون وقت البعث وقيام الساعة للحساب والجزاء على الأعمال.
والألوهية الحقّة بعد بيان استحالة الإشراك بالله تعالى هي ألوهية الله الواحد