واضحة على وجود الله وقدرته لقوم يتفكرون في عجيب صنع الله وخلقه ورعايته الحكمة والمصلحة في ترتيب العالم.
فالنحل يختص بتلك العلوم والمعارف الدقيقة كبناء البيوت المسدسة ، ويهتدي إلى أجزاء العسل من الأزهار وأطراف الشجر والأوراق ، كما أنه يهتدي إلى جمع الأجزاء النافعة في جوّ الهواء الملقاة على أطراف الأشجار والأوراق.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدتنا الآيات إلى ما يأتي من بيان كمال القدرة وتعداد النعم الإلهية :
١ ـ أنزل الله من السحاب مطرا يكون سببا لإحياء الأرض بالنبات المختلف الأنواع بعد اليبس والجمود ، وفي ذلك دلالة على البعث وعلى وحدانية الله تعالى ؛ لأن معبود المشركين كما علموا لا يستطيع شيئا ، فتكون هذه الدلالة مفيدة لقوم يسمعون عن الله تعالى سماع تدبر وإصغاء بالقلوب ، لا بالآذان.
٢ ـ إن في الأنعام وهي أصناف أربعة : الإبل والبقر والضأن والمعز لدلالة على قدرة الله ووحدانيته وعظمته ، فهو يسقي الناس من ألبانها ، وحدوث اللبن يدل على أمرين : وجود الصانع المختار سبحانه ، وإمكان الحشر والنشر ، لمرور الطعام بعدة مراحل من التحول والقلب من نبات وعشب ، إلى دم ، إلى لبن ، فدهن وجبن ، وذلك يدل على أنه تعالى قادر على قلب أجزاء أبدان الأموات إلى صفة الحياة والعقل كما كانت قبل ذلك.
ويخرج اللبن ويتولد مع ثلاثة أشياء في موضع واحد ، فالفرث يكون في أسفل الكرش ، والدم يكون في أعلاه ، واللبن يكون في الوسط ، وهذا دليل القدرة العظيمة والصنع الإلهي الدقيق.
واستنبط بعض العلماء من عود الضمير مذكّرا ، في قوله : (مِمَّا فِي بُطُونِهِ)