توحيد الله والتحلي بفضائل الأخلاق ، لا اتباعه في الفروع ؛ لقوله تعالى : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) [المائدة ٥ / ٤٨].
٣ ـ الآية دليل على جواز اتباع الأفضل للمفضول ؛ لأن النبي صلىاللهعليهوسلم أفضل الأنبياء عليهمالسلام ، وقد أمر بالاقتداء بهم ، فقال : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام ٦ / ٩٠] وقال هنا : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ).
٤ ـ لم يكن في شرع إبراهيم ولا من دينه تعظيم السبت ، وإنما كان السبت تغليظا على اليهود في رفض الأعمال ، وترك التبسط في المعاش ، بسبب اختلافهم فيه.
٥ ـ إن الله تعالى لم يعين يوما للتفرغ فيه للعبادة ، وإنما أمر بتعظيم يوم في الأسبوع ، فعينت اليهود السبت ؛ لأن الله تعالى فرغ فيه من الخلق ، وعينت النصارى يوم الأحد ؛ لأن الله تعالى بدأ فيه الخلق ، فألزم كل منهم ما أداه إليه اجتهاده. وعيّن الله لهذه الأمة يوم الجمعة ، من غير تفويض إلى اجتهادهم ، فضلا منه ونعمة ، فكانت خير الأمم أمة محمد صلىاللهعليهوسلم. ثبت في الصحيحين ، واللفظ للبخاري ، عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «نحن الآخرون ، السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم ، فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فالناس لنا فيه تبع ، اليهود غدا ، والنصارى بعد غد».
ولفظ مسلم عن أبي هريرة وحذيفة رضياللهعنهما : «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد ، فجاء الله بنا ، فهدانا الله ليوم الجمعة ، فجعل الجمعة والسبت والأحد ، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ، نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، والمقضي بينهم يوم القيامة».