تقديره : فاصدع بالذي تؤمر به ، كما حذف من قوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) [الفرقان ٢٥ / ٤١] أي بعثه الله ، ومثل : أمرتك الخير أي أمرتك بالخير ، وإما أن تكون «ما» مصدرية ، أي فاصدع بالأمر. (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ) : صفة ، وقيل : مبتدأ ، ولتضمنه معنى الشرط دخلت الفاء في خبره وهو (فَسَوْفَ).
البلاغة :
(سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) عطف عام وهو القرآن على خاص وهو الفاتحة.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) فيه استعارة تبعية ، شبّه خفض الجانب بخفض الجناح بجامع العطف والرقة في كل ، وأستعير اسم المشبّه به للمشبّه.
المفردات اللغوية :
(الْمَثانِي) جمع مثنى ، من التثنية وهو التكرير والإعادة ، والسبع المثاني : هي الفاتحة ، كما قال صلىاللهعليهوسلم في حديث رواه الشيخان ؛ لأنها تثنى في كل ركعة ، وآياتها سبع (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) لا تطمح ببصرك إلى ما عند غيرك من حطام الدنيا. (أَزْواجاً) أصنافا. (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) إن لم يؤمنوا (وَاخْفِضْ جَناحَكَ) ألن جانبك ، والمراد به : التواضع واللين ، مأخوذ من خفض الطائر جناحه على فرخه : إذا غطاه وضمه إليه. (النَّذِيرُ) من عذاب الله أن ينزل عليكم و (النَّذِيرُ) المخوّف بعقاب الله من لم يؤمن به. (الْمُبِينُ) البيّن الإنذار ، أي أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب الله نازل بكم إن لم تؤمنوا.
(كَما أَنْزَلْنا) العذاب. (عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) هم الاثنا عشر الذين اقتسموا مداخل مكة أيام الموسم ، لينفروا الناس عن الإيمان بالرسول صلىاللهعليهوسلم ، فأهلكهم الله تعالى يوم بدر. وقيل : هم أهل الكتاب (اليهود والنصارى).
(الْقُرْآنَ) حيث قال المشركون عنادا : بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل ، وبعضه باطل مخالف لهما ، أو قسموه إلى شعر وسحر وكهانة وأساطير الأولين. وإذا كان المراد أهل الكتاب فالقرآن : كتبهم المنزلة عليهم ، آمنوا ببعض كتبهم ، وكفروا ببعض ، فيكون ذلك تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم.
(عِضِينَ) أجزاء ، جمع عضة بمعنى الكذب ، أي جعلوه مفترى ، أو آمنوا ببعض وكفروا ببعض. (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) سؤال توبيخ عن التقسيم أو النسبة إلى السحر ، فيجازيهم عليه ، أو هو عام في كل ما فعلوا من الكفر والمعاصي. فليس المقصود بالسؤال سؤال استخبار واستعلام ؛ لأن الله عالم بكل شيء ، ولكن يسألهم سؤال تقريع وتوبيخ ، فيقول لهم : لم عصيتم