البدن ، وهو اسم جنس على الظاهر (قُلِ) لهم (مِنْ أَمْرِ رَبِّي) أي من الإبداعات الكائنة بكن من غير مادة ولا تولد من أصل ، وقيل : مما استأثره الله بعلمه ، لما روي أن اليهود قالوا لقريش : سلوه عن أصحاب الكهف ، وعن ذي القرنين ، وعن الروح ، فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنبي ، وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض ، فهو نبي ، فبين لهم القصتين ، وأبهم أمر الروح ، وهو مبهم في التوراة (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) بالنسبة إلى علمه تعالى ، وهو ما تستفيدونه بحواسكم.
سبب النزول :
نزول الآية (٨٠):
(وَقُلْ : رَبِّ أَدْخِلْنِي) الآية : أخرج الترمذي وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة ، ثم أمر بالهجرة ، فنزلت عليه : (وَقُلْ : رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ...).
نزول الآية (٨٥):
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) : أخرج البخاري عن ابن مسعود قال : كنت أمشي مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمدينة ، وهو متوكئ على عسيب ، فمر بنفر من قريش ، فقال بعضهم : لو سألتموه ، فقالوا : حدّثنا عن الروح ، فقام ساعة ، ورفع رأسه ، فعرفت أنه يوحى إليه ، حتى صعد الوحي ، ثم قال : (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ، وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً).
وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال : قالت قريش لليهود : علمونا شيئا نسأل هذا الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فسألوه ، فأنزل الله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ، قُلِ : الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) لكن حديث البخاري يدل على أن الآية مدنية ، مع أن السورة كلها مكية ، وأن سؤال قريش يدل على أنها مكية.
قال ابن كثير : يجمع بين الحديثين بتعدد النزول ، أي قد تكون نزلت عليه