(فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ) أي فاسأل أيها النبي بني إسرائيل المعاصرين لك كعبد الله بن سلام وصحبه سؤال تأكد واستيثاق واطمئنان ، لتعلم ثبوت ذلك في كتابهم.
(إِذْ جاءَهُمْ ، فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ : إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) أي فاسألهم حين جاءهم موسى بتلك الآيات ، وبلغها فرعون ، فقال فرعون : إني لأظنك يا موسى أن الناس سحروك وخبلوك ، فصرت مختلط العقل.
(قالَ : لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ) أي قال موسى لفرعون : لقد علمت علم اليقين أن هذه الآيات التسع ما أنزلها خالق الأرض والسموات إلا حججا وأدلة على صدق ما جئتك به ، فهي تهدي الإنسان إلى الطريق الحق ، وأنها من عند الله لا من عند غيره.
(وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) أي مغلوبا هالكا مصروفا عن الخير ، ميالا إلى الشر.
(فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ) أي فأراد فرعون أن يخرج موسى وقومه بني إسرائيل من أرض مصر بالقتل ، أو بالطرد.
(فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً) أي فأهلكناه وجنوده جميعا بالإغراق في البحر.
(وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ : اسْكُنُوا الْأَرْضَ) أي ونجينا موسى وقومه بني إسرائيل ، وقلنا لهم بعد هلاك فرعون : اسكنوا الأرض التي أراد فرعون إخراجكم منها وهي أرض مصر ، أو أرض الشام التي وعدتم بها.
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) أي فإذا جاء يوم القيامة جئنا بكم أنتم وعدوكم جميعا ، مختلطين أنتم وهم ، ثم نحكم بينكم وبينهم. واللفيف : الجمع