لَمَفْعُولاً) أي منجزا واقعا آتيا لا محالة.
وهؤلاء كما قال مجاهد : ناس من أهل الكتاب ، حين سمعوا ما أنزل على محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم خرّوا سجدا ، منهم زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، وعبد الله بن سلام.
وهذا السجود من هؤلاء تعريض بأهل الجاهلية والشرك ، فإنهم إن لم يؤمنوا بالقرآن ، فإن خيرا منهم وأفضل علماء أهل الكتاب الذين قرءوا الكتب ، وعلموا ما الوحي ، وما الشرائع ، فآمنوا وصدقوا به ، وثبت لديهم أنه النبي الموعود به في كتبهم ، فإذا تلي عليهم خروا سجدا لله ، تعظيما لأمره ، ولإنجاز ما وعد في الكتب المنزلة ، وبشر به من بعثة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنزال القرآن عليه ، وهو المراد بالوعد في الآية : (إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً) أي بإنزال القرآن وبعثة محمد.
وصفة سجودهم ما قال تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) أي ويخرون ساجدين باكين خاشعين خاضعين لله عزوجل من خشية الله ، وإيمانا وتصديقا بكتابه ورسوله.
ويزيدهم السجود خشوعا ، أي إيمانا وتسليما ، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً ، وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) [محمد ٤٧ / ١٧].
وقد امتدح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم البكاء في أحاديث كثيرة منها : ما رواه الترمذي عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «عينان لا تمسّهما النار : عين بكت من خشية الله تعالى ، وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى».
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى التالي :
١ ـ أيد الله نبيه موسى عليهالسلام بمعجزات أو آيات تسع ، كما ذكرت الآية