والمقصود من الآية تسلية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والقول له : لا تحزن فإنا سنهلكهم ونبيدهم.
فقه الحياة أو الأحكام :
أوضحت الآيات أن أعظم نعمة من الله على عباده إنزال القرآن الكريم ، الدواء الناجع لمشكلات البشرية ، والمنقذ من الظلمات إلى النور ، والحق العدل المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا التواء.
ومهمته أيضا إنذار الكافرين وتخويفهم بالعذاب الشديد في نار جهنم والنكال في الدنيا ، وخصوصا المشركين الذين اتخذوا لله ولدا وهم كفار العرب الذين قالوا : الملائكة بنات الله ، واليهود الذين قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى الذين قالوا : المسيح ابن الله. ولا دليل لهم ولا لأسلافهم على ما يقولون ، وتلك كلمة كبيرة الإثم ، شديدة الشناعة ، عظيمة الجرم.
وللقرآن مهمة أخرى هي تبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات من التصديق بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتزام الأوامر واجتناب النواهي بالأجر الحسن وهو الجنة التي يخلد فيها أهلها ، فهي دار الخلد التي لا يموتون فيها.
ولا يغترن أحد بالدنيا وما فيها من زينة وزخارف ومباهج ، فتلك للاختبار والامتحان ، ليعرف الصالحون الأبرار من المفسدين الفجار ، ثم مآلها إلى الفناء والزوال والدمار والخراب ، والرجوع إلى الملك الإله الدّيّان ، ليجزي كل إنسان بعمله.
وإذا كان هذا هو المصير المحتوم ، فلا تأس ولا تحزن أيها الرسول على ما ترى وتسمع في الدنيا ، ولا حاجة لإتعاب نفسك وإهلاكها وقتلها بسبب توليهم وإعراضهم عنك ، وعدم إيمانهم بالقرآن ، وأسفا أي حزنا وغضبا على كفرهم.