الشيطان. وأنفق بعضهم نفقة في خير فأكثر ، فقيل له : لا خير في السرف ، فقال : لا سرف في الخير.
(وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) أي وكان الشيطان لنعمة ربه جحودا ؛ لأنه أنكر نعمة الله عليه ، ولم يعمل بطاعته ، بل أقبل على معصيته ومخالفته ، فاستعمل نفسه في المعاصي والإفساد في الأرض ، وإضلال الناس.
قال الكرخي : وكذلك من رزقه الله جاها أو مالا ، فصرفه إلى غير مرضاة الله ، كان كفورا لنعمة الله ؛ لأنه موافق للشيطان في الصفة والفعل.
وفي صفة الشيطان أنه كفور لربه دلالة على كون المبذر أيضا كفورا لربه.
وقال بعض العلماء : خرجت هذه الآية على وفق عادة العرب ، وذلك لأنهم كانوا يجمعون الأموال بالنهب والغارة ، ثم كانوا ينفقونها في طلب الخيلاء والتفاخر ، وكان المشركون من قريش وغيرهم ينفقون أموالهم ليصدوا الناس عن الإسلام وتوهين أهله ، وإعانة أعدائه ، فنزلت هذه الآية تنبيها على قبح أعمالهم.
خامسا ـ الوعد الجميل بالعطاء أو القول الميسور : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ) أي إن أعرضت عن ذي القربى والمسكين وابن السبيل حياء من التصريح بالرد بسبب الفقر والقلة ، بعد أن سألوك ، فقل لهم قولا سهلا لطيفا لينا ، وعدهم وعدا بسهولة ولين بالصلة والعطاء إذا جاء رزق الله ، واعتذر بعذر مقبول.
سادسا ـ القصد في الإنفاق : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ..) لما أمر الله تعالى بالإنفاق ذكر هنا أدب الإنفاق ، والاقتصاد في العيش ، بذم البخل ، والنهي عن السرف ، أي لا تمسك عن الإنفاق بحيث تبخل على نفسك وأهلك في وجوه صلة الرحم وسبيل الخيرات ، ولا تسرف ولا تتوسع في الإنفاق توسعا