مفرطا ، فتعطي فوق طاقتك ، وتنفق أكثر من دخلك ، بحيث لا يبقى في يدك شيء.
والخلاصة : إن أصول الإنفاق هو الاقتصاد في العيش ، والتوسط في الإنفاق ، دون بخل ولا سرف ، فالبخل إفراط في الإمساك ، والتبذير إفراط في الإنفاق ، وهما مذمومان ، وخير الأمور أوساطها ، والفضيلة وسط بين رذيلتين.
روى أحمد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما عال من اقتصد» وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة». وروى الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا : «التدبير نصف العيش ، والتودد نصف العقل ، والهمّ نصف الهرم ، وقلة العيال أحد اليسارين» (١).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما من يوم يصبح العباد فيه ، إلا وملكان ينزلان من السماء ، يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا». وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعا : «ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدا أنفق إلا عزا ، ومن تواضع لله رفعه الله». وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر مرفوعا : «إياكم والشح ، فإنه أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا».
ثم أبان الله تعالى ربط الرزق بمشيئته وإرادته ، ليدرك الناس أن تضييق الرزق أحيانا على بعضهم ليس لسوء حالهم عند الله ، فقال : (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) أي إن ربك أيها الرسول هو الرزاق ، القابض الباسط ، المتصرف في خلقه بما يشاء ، فيغني من يشاء ، ويفقر من يشاء ، لما له في ذلك
__________________
(١) ورواه القضاعي عن علي رضياللهعنه ، وهو حديث حسن.