توفير الثقة والطمأنينة ، ويكون سببا لتنمية العلاقات وزيادة الكسب والأرباح.
النوع الحادي عشر ـ التخمين وسوء الظن : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ..) أي أنه تعالى بعد بيان الأوامر الثلاثة عاد إلى ذكر النواهي ، فنهى عن ثلاثة أشياء :
أولها ـ القول بالحدس والتخمين وسوء الظن ، فهذا عيب في السلوك ، وتشوية للحقائق ، وطعن في الآخرين بغير حق ، وإهدار لقدسية العلم والحقيقة. والمعنى : ولا تتبع ولا تقتف مالا علم لك به من قول أو فعل ، والمقصود النهي عن الحكم على الأشياء بما لا يكون معلوما علما صحيحا ، ولا دليل عليه. وهذا يشمل نهي المشركين عن الاعتقاد الفاسد في القضايا الإلهية والنبوات ، بسبب تقليد أسلافهم ، واتباع الهوى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) [النجم ٥٣ / ٢٣].
ويشمل أيضا شهادة الزور وقول الزور ، والقذف ورمي المحصنين والمحصنات (العفائف) بالأكاذيب ، والكذب والبهتان والافتراء ، والطعن في الآخرين بالظن وتتبع العورات ، وتزييف الحقائق العلمية والأخبار وغير ذلك ، فلا يصح لإنسان أن يقول مالا يعلم ، أو يعمل بما لا علم له به ، أو أن يذم أحدا بما لا يعلم.
وقد شاع هذا الخلق المذموم بين المسلمين ، وصار التحدث بغير علم ولا معرفة ولا ثقة ظاهرة منتشرة بسبب ضعف الدين والإيمان ، وتفسخ الأخلاق ، وانحلال القيم ، واتباع الأهواء ، وضعف النفوس والانغماس في المادة ، وتحلل القيم.
لذا حذر القرآن من تلك الظاهرة المرضية ، فقال تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ ...) أي إن مفاتيح العلوم والمعارف من السمع والبصر وهما واسطة العلوم الحسية والتجريبية ، والفؤاد وبه تتحصل العلوم العقلية ، يسأل عنها صاحبها يوم القيامة ، وتسأل عنه ، فإذا سمع الإنسان ما لا يحل له سماعه ،