الْبَيْعَ) [البقرة ٢ / ٢٧٥] وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ) [النساء ٤ / ٢٩].
والوفاء بالعهد أو بالعقد : تنفيذ مقتضاه ، والحفاظ عليه على الوجه الشرعي ، وعلى وفق التراضي الذي لا يصادم الشرع.
النوع العاشر ـ إيفاء الكيل والوزن بالعدل : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ ، وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ...) هذا هو الأمر الثاني من الأوامر الثلاثة المذكورة في هذه الآية ، وهو إتمام الكيل وإتمام الوزن ، أي أتموا الكيل من غير تطفيف ونقص ، وأتموا الوزن بالعدل دون جور أو حيف ، فإن كلتم لأنفسكم أو وزنتم فلا تزيدوا في الكيل أو الوزن ، ولا مانع إن نقصتم عن حقكم. (ذلِكَ خَيْرٌ ..) أي فإن عاقبة الوفاء بالعهد وإيفاء الكيل والوزن بالعدل خير لكم في الدين والدنيا في معاشكم ومعادكم ، وأحسن مآلا ومنقلبا في آخرتكم ، فلا تؤاخذون أو تعاقبون يوم القيامة ، ويرغب الناس في معاملتكم ، ويثنون عليكم ، ولا تتعرضون لإساءة السمعة ، أو عقاب السلطة ، فقد ثبت بالتجربة أن التاجر الثقة الصدوق هو المحبوب الرابح الذي يقبل عليه الناس ، وأن التاجر الذي يطفف الكيل أو الوزن هو المنبوذ المبغوض الخاسر الذي يعرض الناس عنه.
وقد وردت آيات كثيرة في معنى هذه الآية ، منها (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ، وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) [الرحمن ٥٥ / ٩] ومنها : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود ١١ / ٨٥] ومنها : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) [سورة المطففين ٨٣ / ١ ـ ٣].
وكل من الوفاء بالعقود والعهود وإتمام الكيل والميزان قاعدة حضارية اجتماعية سامية ، وأساس راسخ ضروري في صرح التعامل بين الناس ، يؤدي إلى