وأجَاوِيدَ وجُودٍ ؛ قال :
ففيهنّ فَضْلٌ قد عَرَفنا مَكانَه |
|
فهنّ به جُودٌ وأنتم به بُخْلُ |
وروض مَجُودٌ : ممطورٌ ، وأصابَته تَجَاوِيدُ من المطر. ومتاع جيّد وأمتعة جِيَادٌ. واستجدتُ الشيءَ وتجوّدْتُه : تخَيّرتُه وطلبتُ أن يكون جيّداً. وتجوّد في صنعته : تَنَوّق فيها. وأجاد الشيءَ وجَوّده ، وأحسن فيما فعل وأجاد ، وصانعٌ مُجِيدٌ ومِجْوَادٌ. وعن النضر : أنشَدَني رجلٌ رَجَزاً فقلتُ : أجادَ والله ، فقال : إنّه كان مِجْوَاداً. وهم مَجَاوِيدُ. وأجَدْتُكَ ثوباً : أعطيتُكَه جيّداً. وهم يتجاوَدون الحديثَ : ينظرون أيّهم أجود حديثاً. وجَوَّد في عَدْوِه وعَدَا عَدْواً جَوَاداً. وسرنا عُقْبَةً جَوَاداً وعُقْبَتَينِ جَوَادَينِ ، وعُقَباً أجْوَاداً وجِيَاداً أي بعيدةً طويلة. وفرس جَوَادٌ من خيلٍ جِيَادٍ. وأجَادَ فلانٌ : صار له فرسٌ جوادٌ ، وهو مُجِيدٌ من قوم مَجَاوِيدَ ؛ قال :
وأبْرَحُ ما أدامَ اللهُ قَوْمي |
|
بحمدِ اللهِ مُنتَطِقاً مُجيدَا |
وأجادَتْ فلانةُ : ولدتْ ولداً جَوَاداً. وبتُ مَجُوداً أي عطشان.
ومن المجاز : إنّي لأُجَادُ إلى لقائك ، وإنّه ليُجَادُ إلى فلانةَ : يَشْتَاقُ إليها كما تقول : يَظْمَأ. وإنّما قيل : جِيدَ ، ذهاباً إلى التفاؤل كقولهم للمَهْلَكَة مفازة. وفلان جِيدَ : عَطِشَ. وجِيدَ : غِيثَ. ويَجُود بنَفسه أي يسوق ؛ وقال لَبِيدٌ :
ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَى |
|
عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المبتَذَلْ |
أي إذا ابتُذلَ في السفر وُجِد صُلْباً.
جور ـ نعوذ بالله من الجَوْر ومن الحَوْر بعد الكَوْر. وقوم جَارَةٌ وجَوَرَةٌ. وجَوّرْتُ فلاناً : نقيض عدّلْتُه. وجار علينا فلان ، وجار عن القصد. وطِرَافٌ مُجَوَّر : مُقَوَّض. وجوّروا بيوتَهم : قوّضوها. وطَعَنَه فجوّره ، وهو من الجَوْر : المَيْل. والله جارُك أي مُجِيرُك ، واللهمّ أجِرْني من عذابك. وهو حسن الجُوَارِ والجِوَارِ وهم جِيرَتي ، وتَجَاوَرُوا واجْتَوَرُوا. ومن استَجارَكَ فأجِرْه. وكان ابن عباس رضياللهعنهما ينام بين جَارَتَيْه.
ومن المجاز : عنده من المال الجَوْر أي الكثير المتجاوز للعادة ، ومنه قولهم : غَرْبٌ جائِرٌ وقِرْبَةٌ جَائِرَةٌ : للواسعة الضخمة. ويقال للأرض إذا طال نَبتُها وارتفع : جارَتْ أرضُ بني فلان. وسيل جِوَرٌّ : مفرِطُ الكثرة. يقال : هذا سيل جِوَرٌّ لا يُرَدّ على أدْرَاجِه ؛ قال :
فلا سَقَاها الوَابِلَ الجِوَرّا |
|
إلَهُهَا وَلا وَقَاهَا العَرّا |
وتجَوّرَ خِبَاءُ اللّيلِ إذا انجَلى ظَلامُه ؛ قال ابن أحمر يصف اللّيل :
وقلتُ له لما قضَى جلَّ ما قضَى |
|
وطارَ خِبَاءٌ فَوْقَنا فتَجَوّرَا |
جوز ـ قطعوا جَوْزَ الفلاة وأجْوَازَ الفَلا ؛ قال :
باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً من عَلا |
|
نَوْشاً بهِ تَقْطَعُ أجْوَازَ الفَلا |
ومضى جَوْزُ الليل وهو الوَسَطُ ، وشاة جَوْزاء : بيضاء الوسط ، وبها سمّيت الجوْزاء. وأنَمُّ من جَوْزٍ. وأرضٌ مَجَازَةٌ : كثيرة الجَوْزِ. وجُزْتُ المكانَ وأجَزْتُه ، وجاوَزْتُه وتجاوَزْتُه ؛ قال امرؤ القيس :
فلَمّا أجَزْنا ساحَةَ الحَيّ وانتَحَى |
|
بنا بَطنُ خَبْتٍ ذي خِفافٍ عَقَنقَلِ |
وأعانَكَ اللهُ على إجازَةِ الصِّراط. وهو مَجَازُ القوم ومجَازَتهم ، وعَبَرْنا مَجَازَةَ النّهر وهي الجَسْرُ. وجاز البيعُ والنّكاح وأجازَه القاضي. وهذا ممّا لا يجوّزه العقل. وجاز بي العَقَبَةَ وأجَازَنِيها. وأجازَه بجائزَةٍ سنيّة وبجوائِزَ ، وأصله من أجازه ماءً يَجُوزُ به الطريقَ أي سَقَاه ، واسمُ ذلك الماء الجَوَازُ.
ويقال : استجزتُه ماءً لأرضي أو لماشيتي فأجازَني ، وسَقَاه جَوَازاً لأرضه ؛ قال :
يا قَيّمَ الماء فَدَتْكَ نَفْسِي |
|
عَجّل جَوَازِي وأقِلّ حَبسِي |