ورجل حَازِمٌ بيّن الحَزْمِ ، وهو ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة ، وقد حَزُمَ حَزَامَةً. وتقول : ربّما كان من الحَزَامَه أن تجعل أنفَك في الخِزَامَه.
ومن المجاز : شدَدْتُ لهذا الأمر حَزِيمي وحَيْزُومي وحَيَازيمي ؛ قال لبيد :
وكم لاقيتُ بعدك من أُمورٍ |
|
وأهوالٍ أشُدّ لها حَزِيمي |
وقال آخر :
حَيَازِيمَكَ للمَوْتِ |
|
فإنّ الموْتَ لاقِيكَ |
ولا بدّ منَ المَوْتِ |
|
إذا حَلّ بِوَادِيكَ |
وتحزّمَ للأمر وتلبّب ، وشَدّ له الحِزامَ : استعدّ له وتشمّر ؛ قال امرؤ القيس :
أقْصِرْ إلَيكَ منَ الوَعيدِ فإنّني |
|
مِمّا أُلاقي لا أشُدُّ حِزَامي |
أي لا أُبالي به فأتَشَزّن له وأتهَيّأ. وآخُذُ حِزَامَ الطريق أي وَسَطَه ومَحجّتَه.
حزن ـ أحْزَنَه فراقُك ، وهو مِمّا يُحْزِنُه ، وله قلبٌ حَزِينٌ ومَحْزُونٌ وحَزِنٌ ، وقد حَزِنَ واحتَزَنَ. قال العجّاج :
بَكَيْتَ والمُحْتَزِنُ البَكِيُ
وما أشَدّ حُزْنَه وحَزَنَه. وأرض حَزْنَةٌ ، وقد حَزُنَتْ واستَحْزَنَتْ. وأحسَنُ من رَوْضَةِ الحَزْنِ ، والروضُ في الحُزُونَةِ أحسن منه في السهولة ، وهذه أرضٌ فيها حُزُونَةٌ وخُشُونَةٌ ، وكم أسْهَلْنَا وأحْزَنّا. وهؤلاء حُزَانَتُك ، أي أهلك الذين تتحزّن لهم ، وتهتمّ بأمورهم. وفلان لا يبالي إذا شَبِعت خِزانَتُه أن تجوع حُزَانَتُه.
ومن المجاز : صوتٌ حَزِينٌ : رخيم. وقولهم للدابّة إذا لم يكن وطيئاً : إنّه لحَزْنُ المشي ، وفيه حُزُونَةٌ. ورجل حَزْنٌ إذا لم يكن سهلَ الخُلُقِ ؛ قال :
شيخٌ إذا ما لبسَ الدّرعَ حَرَنْ |
|
سَهلٌ لمن سَاهَلَ حَزْنٌ للحَزِنْ |
حَرّكَ ما قبل حرف الإعراب بنحو حركته للوقف ، كقولهم : مررتُ بالنّفِرْ.
حزو ـ حَزَوْتُ النّخلَ وحَزَيْتُه : حَزَرْتُه. وحَزَوْتُ الطيرَ وحَزَيْتُه : زجَرْتُه. ويقال : كم تَحْزُو هذا النخلَ. وفلان يَحْزُو الطير ، وهو حازٍ ، وهم حُزَاةٌ ، وهي حازِيَةٌ ، وهنّ حَوَازٍ : للطوارقِ. وحَزاهم السّرَابُ : رفعهم ، وطريقٌ مَحْزُوٌّ : يَحْزُوهُ الآلُ.
حسب ـ حَسَبَ المالَ. ورفع العامل حِسابَه وحُسْبانَه. ومن يقدر على عدّ الرّمل وحَسْبِ الحصى؟ وهو من الكتبة الحَسَبَة. والأجرُ على حَسَبِ المصيبة أي على قدرها. وفلان لا حَسَبَ له ولا نَسَبَ ، وهو ما يَحْسُبُه ويَعُدّه من مفاخر آبائِه. وألقِ هذا في الحَسَبِ أي فيما حَسَبْتَ. وهو حَسيبٌ نَسيبٌ ، وهم حُسَبَاءُ. وفلان لا يُحْتَسَبُ به أي لا يُعتَدّ به. واحتَسَبتُ عليه بالمال. واحتسب عند الله خيراً إذا قدّمَه ، ومعناه اعتدّه فيما يُدّخَرُ. واحتسَبَ ولده إذا مات كبيراً ، وافترَطَه إذا مات صغيراً قبل البلوغ. واحتسبتُ بكذا : اكتفيتُ به. وأحْسَبَني : كفاني ، وحَسْبي كذا وبحَسْبي. وفلان حسَنُ الحِسْبَةِ في الأمور أي الكِفاية والتدبير. وفعلَ كذا حِسبَةً أي احتساباً ، وله فيه حِسْبَةٌ وحِسَبٌ ؛ قال الكُمَيْتُ :
إلى مَزُورِينَ في زِيارَتِهِمْ |
|
نِيلَ التُّقى وَاستُتِمّتِ الحِسَبُ |
ومن المجاز : خرجا يتحَسّبَانِ الأخبارَ : يتعرّفانِها ، كما يوضعُ الظنّ موضعَ العِلم ، واحتَسَبتُ ما عند فلان : اختبرتُه وسَبَرْتُه ؛ قال :
تَقولُ نِساءٌ يَحتَسِبنَ مَوَدّتي |
|
ليَعلمنَ ما أُخفي ويعلمنَ ما أُبْدي |
وفي بعض الحديث : «عند الله أحتسبُ عَنَائي». وأتاني حسابٌ من الناس أي كثيرٌ ، كما تقول جاءني عددٌ منهم وعَدِيدٌ ؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤيّةَ :
فلَمْ يَنتَبِهْ حتى أحَاطَ بظَهرِهِ |
|
حِسَابٌ وسِرْبٌ كالجَرَادِ يَسُومُ |