ومضى عليه حُقْبٌ وحِقْبَةٌ وأحقابٌ وحِقَبٌ.
ومن المجاز : امرأةٌ نُفُجُ الحَقيبَةِ : للعَجزَاء ، واحتقَبَ خيراً أو شرّاً ، واستحقبه : احتمله وادّخره ، واسمُ المُحتَقَبِ الحَقيبَةُ ، تقول : احتقَبَ فلان حقيبَةَ سوء ؛ وقال امرؤ القيس :
واللهُ أنجحُ ما طلبتَ بهِ |
|
والبِرُّ خَيرُ حَقيبَةِ الرّحلِ |
وقال الحارث بنُ حَرِجَةَ الفزاريّ :
وَلّوْا وأرماحُنا حَقائبُهُمْ |
|
نُكْرِهُها فيهِمُ فتَنْأطِرُ |
وأحْقَبْتُ غلامي : أردفته. وحَقِبَ العامُ : احتبس مطرُه ، ومنه الحديث : «لا رأيَ لحاقنٍ ولا حاقبٍ».
حقد ـ حَقَدَ وحَقِدَ عليه يحقَدُ ويحقِدُ إذا أمسكَ العداوة في قلبه ، يتربّصُ فرصةَ الإيقاع به ، من حَقِدَ المعدِنُ وأحْقَدَ إذا لم يخرج منه شيء. وفي قلبه حِقْدٌ ، وفي قلوبهم أحقادٌ وحُقُودٌ ، وقلبه حاقِدٌ على أخيه ومُحْتَقِدٌ. وتقول : رئيس القوم محسودٌ أو حاسد ، ومحقودٌ عليه أو حاقِد. وفلان حَقودٌ وحَسُودٌ. وتحاقَدُوا ، وهم متحاقِدون.
حقر ـ هو حَقِيرٌ نَقِيرٌ. وقد حَقُرَ في عيني حَقَارَةً. وحَقَرَهُ وحَقّرَه واحتقره واستحقرَه. وهو حاقِرٌ ناقِر. وفي مثل : «مَن حَقَر حَرَم». وفلان موقَّر غيرُ محقَّر ، وخَطيرٌ غير حَقِير. وحَقْراً له وعَقْراً. وتحاقَرَتْ إليه نفسُه. وحَقّرَ الاسمَ : صَغّره ، وهو باب التّحقير.
حقف ـ نزلنا بين قِفَافٍ وأحْقَافٍ. وفلان مأواه الحُقُوف لا تُظِلّهُ السُّقُوف. والحِقْفُ نَقاً يعوجّ ويَدِقّ. واحقَوْقَفَ الرملُ. واحقوْقف ظهرُ البعير من الهزال. واحقوقف الهلالُ.
قال العجّاج :
سَمَاوَةَ الهِلالِ حَتى احْقَوْقَفَا
ومررتُ بظبي حَاقِفٍ وهو المنعطف في منامه ؛ قال الحطيئة :
تُطِيرُ الحَصَى بعُرَى المَنْسِمَينِ |
|
إذا الحاقِفَاتُ ألِفْنَ الظّلالا |
حقق ـ قال أبو زيد : حَقَ اللهُ الأمرَ حَقّاً : أثبته وأوجبَه. وحَقَ الأمرُ بنفسه حَقّاً وحُقُوقاً. وقال الكسائي : حَقَقْتُ ظنّه مثل حقّقته ؛ وأنشد :
فبَذلْتَ مالَكَ لي وجُدْتَ بهِ |
|
وحَقَقْتَ ظَنّي ثمّ لم تَخِبِ |
وحَقّقْتُ الأمرَ وأحْقَقْتُه : كنتُ على يقين منه. وحَقَقْتُ الخبرَ فأنا أَحْقّه : وقفتُ على حقيقتِه. ويقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه : أنا أَحُقّ لكم هذا الخبر ، أي أعلمه لكم وأعرف حقيقته. فإن قلت : فما وجه قولهم : أنت حَقيقٌ بأن تفعل ، وأنت مَحْقُوقٌ به ، وإنّكِ لمَحْقُوقةٌ بأن تفعلي ، وحَقيقَةٌ به ، وحَقَقْتَ بأن تفعل ، وحُقَ لك أن تفعل ، قلت : أمّا حَقيقٌ ، فهو من حَقُقَ في التقدير ، كما قال سيبويه في فقير : إنّه من فَقُرَ مقدَّراً ، وفي شديد من شَدُدَ ، ونظيرُه خَليقٌ وجَديرٌ ، من خَلُقَ بكذا وجَدُرَ به ، ولا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. وهو محقوقٌ لقولهم : أنتِ حقيقةٌ بكذا ، وهذه امرأةٌ حقيقةٌ بالحضانة. وأمّا حَقَقْتَ بأن تفعل ، وأنت محقوقٌ به ، فبمعنى جُعِلتَ حقيقاً به وهو من باب فَعَلْتُه ففَعُلَ ، كقولك : قَبُحَ وقَبَحَه اللهُ ؛ قال :
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني زِيادٍ |
|
وحَيَّ أبيهِمُ قَبْحَ الحمارِ |
وبَرُدَ الماءُ وبَرَدْتُه ، وحَقُرَ وحَقَرْتُه ، ورَفُعَ صوتُه ورَفْعَه. ويجوز أن يكون من حَقَقْتَ الخبر أي عُرِفْتَ بذلك. وتُحُقّقَ منك أنّك تفعله لشهادة أحوالك به. وأمّا حُقَ لك أن تفعل ، من حَقَ اللهُ الأمرَ أي جُعِلَ حَقّاً لك أن تفعل ، وأُثْبِتَ لك ذلك. وهذا قولٌ حَقٌ. والله هو الحَقّ. وحقّاً لا آتيك ، ولحَقُ لأفْعَلُ ، وهو مشبَّه بالغايات ، وأصله لَحَقُ الله ، فحُذِفَ المُضاف إليه وقُدّر ، وجُعل كالغاية. وأ حَقّاً أن أُظلَم ، وأ في الحَقّ أن أُغْصَب حَقّي. ولما رأيتَ الحَاقّةَ مني هربتَ ، ورُوِي الحَقّةَ ؛ قال رؤبة :
وحَقّةٍ لَيسَتْ بقَوْلِ التُّرَّه
ويوم القيامة تكونُ حَوَاقُ الأمور. وأحَقَ الرجلُ إذا قال