وغيره إذا التصق بطنه بصُلبه ضُمْراً ؛ قال لبيد :
بطَليحِ أسفارٍ ترَكْنَ بَقِيّةً |
|
منها فأحْنَقَ صُلبُها وسنامُها |
وقال أبو النجم :
قد قالَتِ الأنْساعُ للبَطْنِ الحَقي |
|
قِدْماً فآضَتْ كالفَنيقِ المُحْنِقِ |
وخيل مَحَانِقُ ومحانيقُ. وعن ابن الأعرابيّ : قَنْبَعَ الزّرعُ ، ثمّ أحْنَقَ ، ثمّ مدّ الحبُّ أعناقَه ، ثمّ حَمَلَ الدقيقَ ، أي صار السنبل كهيئة الدحاريج في رأسه مجتمعاً ، ثمّ بدت أطرافُ سَفاه ، ثمّ بدت أنابيبُه العُلى ، ثمّ أخذ يَنمي ويصير كرؤوس الطير.
حنك ـ قرع الفأسُ حَنَكَ الفرس ، وهو سقف أعلى الفم. وحَنَكْتُ الصّبيَّ وحنّكتُه ، وهو محنَّك ومحنوك إذا دلكت تمرة ممضوغة على حنكه. وحنّكْتَ الدابة : غرزتَ عوداً في حنكه ، واسم العود الحِناكُ ، وحَنَك الدابة يحنِكُها ويحنُكُها : جعل الرسن في فيها. واحتنكَ الطعامَ : أكله كلّه. واستَحنَكَ الرجل : اشتدّ أكله بعد قلّته. وهذه الشاة أحْنَكُ الشاتين أي آكلهما ، وشاة حَنيكَةٌ.
ومن المجاز : حَنَكَتْه السنُ ، وحنّكته الأمور : فعلت ما يُفعل بالفرس إذا حُنّكَ حتى عاد مجرَّباً مذلَّلاً ، فاحتَنَكَ. ورجل محتَنَك ومحنَّك وحَنيكٌ ؛ قال :
حَنيكٌ مَليٌّ بالأُمُورِ إذا عَرَتْ |
|
طوَى مائَةً عاماً وقد كادَ أوْ رَمَى |
وأنشد الجاحظ لامرأة :
وهَبتهُ من سَلْفَعٍ أَفُوكِ |
|
ومِن هِبَلٍّ قد عَسَا حَنِيكِ |
أشهَبَ ذي رَأسٍ كرَأسِ الدّيكِ |
أي مختضب بالحمرة. وفلان ذو حُنْكَةٍ. واحتنك الجرادُ ما على الأرض : أتى عليه. واحتنك مالي : أخذه كلّه (لَأَحْتَنِكَنَ ذُرِّيَّتَهُ). وما ترك الأحْنَاكُ في أرضنا شيئاً وهم المنتجعة ؛ قال أبو نُخَيْلَةَ :
إنّا وكُنّا حَنَكاً نَجْدِيّا |
|
لما انتَجَعْنَا الوَرَقَ المَرْعِيّا |
ولم نَجِدْ رُطْباً ولا لَوِيّا |
|
أصبَحَ وجهُ الأرض إرْمِينِيّا |
مدح مروانَ وكان بإرْمينيَةَ. واحتنَك على النّاقة الجربُ : غلب عليها. وهو مرٌّ على حنك العدوّ.
حنن ـ حنّ إلى وطنه ، وحَنّ عليه حَنَاناً : ترحّم عليه ، وحَنَانَيْكَ. وما له حَانّةٌ ولا آنّة أي ناقة ولا شاة. وهذه حَنّتي أي امرأتي ؛ قال حبيبٌ الأعلم :
يُدَمّي وَجهَ حَنّتِهِ إذا ما |
|
تقولُ له تمَحّلْ للعيالِ |
ورجل مجنونٌ مَحْنُونٌ : من الحِنّ وهم حيّ من الجن.
ومن المجاز : قوس حَنّانَةٌ ؛ قال :
وفي مَنكِبي حَنّانَةٌ عودُ نَبعَةٍ |
|
تَخَيّرَها سوقَ المدينة بائِعُ |
وعودٌ حَنّانٌ. وخِمْسٌ حَنّانٌ : تحنّ فيه الإبل من الجهد ؛ قال :
واستَقْبَلُوا لَيلَةَ خِمْسٍ حَنّانْ |
|
يَميلُ سارِيها كمَيلِ السّكْرَانْ |
وطريقٌ حَنّانٌ ونَهّامٌ : للإبل فيه حَنِينٌ ونَهِيمٌ ؛ قال الشمّاخ :
في ظَهرِ حَنّانَةِ النِّيرَينِ مِغْوَالِ
واستَحَنّهُ الشوقُ : استطربَه. وجرحه جُرْحاً لا يَحِنّ على عظم ؛ قال :
ولا بُدّ مِن قَتلي فعَلّكَ منهُمُ |
|
وإلّا فجُرْحٌ لا يحنّ على عَظْمِ |
حني ـ حنى العودَ يحنيه. وانحنى ظهرُه وتحنّى. ونزلوا في مَحْنِيَة الوادي ، وحِنْوِ الوادي ، ومنحناه ومنعطَفه ، وفي محانيه وأحْنائِه. وأصلحْ أحْنَاءَ سرجك. وخرجوا بالحَنَايَا يتبعون الرّمايا ؛ وهي القسيّ ، الواحدة حَنِيّة. وفي أيديهم الحَنيّ المعطَّف واللَّدن المثقَّف.