وهَرَبَتِ الإبلُ فصاح بها الرّاعي فراعت إليه : رَجَعت. ووعظته فأبَى أن يَريع. وفلان ما يَريع لكلامك ولا يَريع لصوتك ؛ وقال لبيد :
لزجَرْتُ قَلباً لا يَرِيعُ لزَاجِرٍ |
|
إنّ الغَوِيّ إذا نُهي لم يُعتَبِ |
وقال آخر :
طَمِعْتُ بلَيلى أنْ تَرِيعَ وإنّما |
|
تُقَطِّعُ أعْنَاقَ الرّجالِ المَطامعُ |
وراع عليه القيء : رجع في حَلْقه. وتَرَيّع السّراب : جاء وذهب. والإهالَةُ تتَرَيّعُ في الجَفنة ؛ وقال :
كأنّ لَيلى حِينَ قامَتْ تَظلَعُ |
|
وَهيَ حَوَالَيْ بَيتِها تَرَيَّعُ |
ومن المجاز : حذَفَ رَيْعَ دِرعه وهو ما فضل من كُمّيها وذيلِها ؛ قال :
مُضَاعَفَةً يَغشَى الأنامِلَ رَيعُها |
|
كأنّ قَتِيرَها عُيُونُ الجَنادِبِ |
وأراعت الإبلُ : كثرت أولادها ، وناقة رَيْعانة : كثيرٌ رَيعُها وهو دَرُّها ؛ قال :
ذاكَ أبي يا كَرَماً وجُودَا |
|
قَد يَمْنَحُ الرَّيْعانَةَ الرَّفُودَا |
إذا المَخَاضُ لم تُعَشَّ عُودَا |
وناقة لها رَيِّع بوزن سَيِّد : تأتي بسير بعد سير. وتريّعتْ يداه بالجود : جادتا بسَيْب بعد سيب ؛ قال أبو وجزة :
وإن لَبِسوا العَصْبَ اليَمانيّ وانتَدَوْا |
|
فبِالجودِ أيديهِمْ سِبَاطٌ تَرَيَّعُ |
وذهب رَيْعان الشّباب وهو مُقْتَبله وأفضله استعير من رَيْع الطعام. وخبَ رَيْعان السّراب. وجاء رَيْعان المطر.
ريق ـ مصّ رِيقها ورِيقتها. وراق الماءَ يَرِيق وأراقه وهَرَاقه وأهْراقه وهو يُريقه ويُهَرِيقه ويُهْرِيقه إراقة وهِرَاقة وإهراقة ، وماءٌ مُرَاق ومُهَرَاق ومُهرَاق.
ومن المجاز : راق الشّراب. وكأنّ وعدَه رَيْق السّراب وبرْق السّحاب. وهو يريق بنفسه : يُريقُها كما يُقال : دَفَقَ رُوحَه. وهَرِيقُوا عنكم من الظهيرة. وأهْرِيقوا : أبرِدوا. وقال ذو الرّمّة :
إذا حالَ شخصٌ في الرَّهاء استَحَلْنَهُ |
|
بِخُوصٍ هَرَاقَتْ ماءهُنّ الهَوَاجِرُ |
وأنا على الرّيق لم أذُق طعاماً ، وشربتُ على الرّيق ، وعلى رِيق النّفْس ورِيقة النّفْس ، ودخلتُ عليه على ريق نفسي. وسمعتُ مرشداً الخَفَاجيّ : تَرَيّقْتُ الماء وريّقتُه الشراب : سقيتُه إيّاه على غير ثُفْل. وماء رائق : مشروب على الرّيق. وفي يده صِلّ ريقُه تِرْياق. وفي نصحه ريقُ الحيّة. وضربه بذي الرِّيقة وهو سيف كان لمُرّة بن ربيعة القُرَيعيّ قيل له ذلك لكثرة مائِه.
ريم ـ لا أريم مكاني حتى أفعلَ كذا ، ولا أريم منه ولا تَرِمْه ، وما يَرِيم يفعل ذلك كما تقول : ما يبرح يفعل. ولأحد الرّجُلين على الآخر رَيْمٌ : فَضْلٌ وزيادة. وفي هذا العِدْل رَيْم على الآخر إذا كان أثقلَ منه. وأخذ فلان الرَّيْم وهو العَظْم الفاضل عن قسمة الأَبداء العشرة من جَزُورِ الأيسار يُسَبُّ به الياسِر إن أخذه فيُعْطَى الجازِرَ فإن أباه أخذه الأوباد الهَلْكَى من الفاقة الواحد وَبْدٌ. وتقول : من خاف الذَّيم عاف الرَّيْم ؛ وقال :
وكُنتم كعَظمِ الرَّيْمِ لم يَدْرِ جازِرٌ |
|
على أيّ بَدْأي مَقسِمِ اللّحمِ يُجعَلُ |
رين ـ أعوذ بالله من الرَّيْن والرّان وهو ما غطّى على القلب ورَكِبَه من القسوة للذّنْب بعد الذّنْب (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من قولهم : ران عليه الشّرابُ والنّعاس ، وران به إذا غلب على عقله. ورينَ بفلان ونظيرُه الغَينُ وقولك : إنّهُ لَيُغَانُ على قلْبي.