وزَريبتها وزُرُوبها وزَرائِبها ؛ قال الحماسيّ :
تَرَى رائِداتِ الخَيلِ حَوْلَ بُيوتِنا |
|
كمِعْزَى الحِجازِ أعوَزَتها الزّرَائبُ |
وزَرَبْتُ البَهْمَ في الزَّرْب والزِّرْب : أدخلته فيه فانزرب.
ومن المجاز : الصائد في زَرْبه وزرِيبته وهي قُتْرته شبّهت بزرب البهم ، وانزرب فيها ؛ قال رؤبة :
فباتَ والنّفسُ من الحِرْص الفَشِقْ |
|
في الزَّرْبِ لوْ يمضَغُ شَرْياً ما بَصَقْ |
المنتشر ؛ وقال ذو الرّمّة :
وبالشّمائِلِ مِن جَلّانَ مُقْتَنِصٌ |
|
رَثُّ الثّيابِ خَفيُّ الشّخصِ مُنزَرِبُ |
ويقال : حِبال الإخاء بينهم مَبْتوته وزرابيّ البغضاء دونهم مبثوثه ؛ قال الحماسيّ :
ونحنُ بَنُو عَمّ على ذاكَ بَيْنَنا |
|
زرابيّ فيها بِغْضَة وتَنافُسُ |
زرد ـ زَرَد اللّقمة وازدردها وتزرّدها. وهذا دواء صعب المُزْدَرَد. وتقول : قد تبيّن فيه الدَّرَد فأطعِمه ما يُزْدَرَد ؛ وزرّدتُه اللّقمة ؛ قال مُزرِّد :
فقلتُ تزَرّدْها عُبيد فإنّني |
|
لِدُردِ الموالي في السّنينَ مُزَرِّدُ |
وزرَد حلْقه : عصره. وهو زرّاد : خنّاق ، ومنه قيل للهَنِ الضيّق : الزَّرَدَان كأنّه يخْنُق. وزَرَد الدّرْعَ : سردها لأنّها حَلَق فيه ضيق. وهو زرّاد جيّد الزِّرادة. ولبسوا الزَّرْدَ والزَّرَدَ تسمية بالمصدر وفَعَلٌ بمعنى مفعول.
ومن المجاز : أخذ بمُزْدرده إذا ضيّق عليه كما يقال : أخذ بمُخَنَّقه. وزرّد فلان عينه على صاحبه إذا غضب عليه وتَجَهّمه ومعناه ضيّقها عليه لا يفتَحُها حتى يملأها منه. وظنّ فلان أنّي زُرْدة له أي أُكْلَة. وتقول للحالف : تزرّدْها حَصّاء وتزَبّدْها حذّاء.
زرر ـ حلّ زِرّه وأزراره ، وهو ألزم لي من زِرّي لعُروته. وزَرّ قميصه : شدّ زِرّه ، وزَرّر قُمصه : شَدّ أزرارها ، وأزَرّ قميصه وزرّره : جعله ذا أزرار. وزَرّ سِنانُ الرّمح يَزِرّ زريراً إذا وَبص ؛ قال أبو دؤاد :
أوْجَرْتُ عَمراً فاعْلَمُوا |
|
خُرْصاً يَزِرّ لهُ وبيص |
وإنّ عينيه لتزِرّانِ في رأسه : تتوقّدان.
ومن المجاز : زَرّ الشيءَ : جمعه جمعاً شديداً. وخرج يَزُرّ الكتائب بالسّيف : يَشُلّها. وزَرّه : عضّه ، وزارّه : عاضّه. وحِمارٌ مِزَرٌّ. وضربه فأصاب زِرّه وهو عُظيم كأنّه نصف جوزة تدور فيه الوابِلَة وهي رأس العَضُد. ويقال لضارب البيت : اجعل رأس العمود في الزّرّ وهو الخُشَيْبَة التي في أعلاه. وأعطاني الشيء بزرّه كما يقال : برُمّته. وأتاني القوم بزِرّهم. وإنّه لزِرّ من أزرار الإبل : لازم لها حسَنُ الرِّعية. وفي كلام هِجْرِس بن كُلَيب : أما وسيفي وزِرَّيه وفرسي وأذُنيه لا يدع الرجل قاتل أبيه وهو ينظر إليه ؛ ثمّ قتل جسّاساً ، وهما حَدّاه.
زرع ـ العبد يحرث والله يزرَع : يُنْبت ويُنَمّي (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ).
ومن المجاز : زرع الله ولدَك للخير ، وأستزرِع اللهَ ولدي للبِرّ واسترزقه له من الحِلّ. وزرع الحُبَّ لك في القلوب كرمُك وحسنُ خُلُقك. وبئس الزرع زَرْع المذنب. وزرع الزّارع الأرض ، من إسناد الفعل إلى السّبب مجازاً. وازْدَرَع لنفسه ، وهذه مزرُعة فلان ومزرَعته ومزرِعته ومَزَارِعه ومُزْدَرَعُه وزَرّاعَته وزَرّاعاته. وزَارَعه على الثّلُث ونحوِه مُزَارَعة. وأعطني زُرْعة أزرع بها أرضي : بَذْراً ، ومنها قيل لفَرْخ القَبَجَة : الزُّرْعة. وفي أرضه زِرّيع كثير وهو ما ينبُت ممّا تناثَر من الحَبّ وقت الحصاد ، ويقال له : الكَاثُّ. وكأنّهم أولاد زارع وهي الكِلاب ؛ وأنشد الجاحظ لابن فَسْوَة :
ولَوْ لا دَوَاءُ ابنِ المُحِلّ وعِلمُه |
|
هَرَرْتُ إذا ما النّاسُ هرّ كَليبُها |
وأخرَجَ بَعدَ اللهِ أوْلادَ زارِعٍ |
|
مُوَلَّعَةً أكْتَافُها وجُنُوبُها |