وهو كقولهم : أوقد بالنّميمة ناراً ؛ قال عمر بن أبي ربيعة :
ليسَ كالعَهدِ إذْ علِمتُ ولكِنْ |
|
أوْقَدَ النّاسُ بالنّميمَةِ نَارَا |
وشَبّ الخِمارُ وجهها ، وهو شَبوبٌ لوجهها. والجوهر يَشُبّ بعضه بعضاً. و «لبس رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم مِدْرعةً سوداء فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها : ما أحسنها عليك يَشُبّ سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها». أي يرفعه ويزيده. ورجل مشبوب : حسن الوجه ؛ قال العجّاج :
ومِنْ قُرَيشٍ كلّ مَشبوبٍ أغرّ
وطلعتِ المشبوبتان أي الزُّهَرَتانِ وهما الزُّهَرة والمشتري لحسنهما وإشراقهما ؛ وقال الشمّاخ :
وعَنْسٍ كألْواحِ الإرَانِ نَسأتُها |
|
إذا قيلَ للمَشبُوبَتَينِ هُما هُما |
وشبّ له كذا وأُشِبّ : رُفع وأُتيح ؛ قال يصف امرأة مذؤوبة :
أُشِبَ لها القِلَّوْبُ من بطن قَرْقَرَى |
|
وقد يجلُبُ الشّيْءَ البَعيدَ الجَوالِبُ |
ولقيتُه في شَباب النّهار ، وقدِم في شباب الشّهر ؛ وقال مُليح الهذليّ يصف ظعائنَ :
مَكَثنَ على حاجاتهِنّ وقَدْ مَضَى |
|
شَبابُ الضُّحى والعِيسُ ما تتبَرّحُ |
وقصيدة حسنة الشّباب وهو التشبيب ؛ قال كثير :
إذا شَبّبْتُ في غَيرِ ابنِ لَيْلى |
|
عَرُوضَ قَصِيدَةٍ بَغُضَ الشّبابُ |
وكان جرير أرقّ النّاس شَباباً. وكان أبو الحسن الأخفش يقول : الشّباب قطيعة لجريرٍ دون الشعراء ، وشَبّبَ قصيدته بفلانة ؛ قال عمر بن أبي ربيعة :
فبتِلْكَ أهذي ما حَييتُ صَبابَةً |
|
وبها الحَياةَ أُشَبّبُ الأشْعَارَا |
وأشَبّ اللهُ تعالى قَرْنَك. وأشَبّ فلان بنينَ إذا شَبّ بنوه. وهو مشبوب الأظافر : محدَّدُها كأنّها تلتهب لحدّتها ؛ قال :
صَعبُ البَديهَةِ مَشبُوبٌ أظافِرُهُ |
|
مُوَاثِبٌ أهْرَتُ الشِّدْقَينِ حسّاسُ |
شبث ـ تشبّثَ به ، وشابثه. وكأن فِرِندَه مدارجُ شِبثانٍ وهو جمع شَبَثٍ.
شبح ـ لاح لي شَبَحٌ : شخْصٌ ، وهم أشباحٌ بلا أرواح ، و «أدقّ من شَبَحٍ باطلٍ» وهو الهَباء ، وقيل : الأسماء ضربان أسماء الأشباح وهي التي أدركتها الرؤية والحسّ ، واسماء الأعمال وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحسّ ، وهو كقولهم : أسماء الأعيان وأسماء المعاني. وشَبَحَ الإهابَ :
مدّه بين الأوتاد ، وشَبَحه وشَبّحَه بين العُقَابَين. ورجلٌ مشبوحُ الذّراعين ، وشَبَحَ الدّاعي : مدّ يديه في الدّعاء ورفعهما ؛ قال جرير :
فعَلَيكَ من صَلَواتِ رَبّكَ كُلّما |
|
شَبَحَ الحَجيجُ مُبَلِّدينَ وغارُوا |
هبطوا غَورَ تِهامة.
ومن المجاز : الحِرْباء يَشْبَحُ على العُود أي يمدّ يديه كالدّاعي.
شبر ـ شَبَرَهُ يَشبُرُه ويَشبِرُه : قدّره بشِبره ، وهو أشبر من صاحبه : أوسعُ شِبراً.
ومن المجاز : هو قصير الشِّبر مُقارَب الخَلْق ؛ قالت الخنساء :
مَعَاذَ اللهِ يَنكِحُني حَبَرْكَى |
|
قَصِيرُ الشِّبرِ من جُشَمَ بن بَكْرِ |
وشَبَرَهُ مالاً وأشبره : أعطاه ، والشَّبَرُ العطاء وهو من الشِّبْر كما قيل : الباع واليد : للكرم والنعمة. ومَن لك بأن تَشبُر البسيطة : لمن يتكلّف ما لا يطيق.
شبط ـ قرَّبُوا إليهم شَبابيطَ كالبَرابِط وهي سمك صغار الرّؤوس دقاق الأذناب عراض الأوساط ، الواحد شُبُّوطٌ وشَبُّوطٌ وشبَّه به البَرْبَطَ.
شبع ـ رجلٌ شَبعانُ وامرأة شَبعَى ، وقومٌ شِباع ، وتقول :