المشرف ، وحلّوا مَشارِف الأرض : أعاليها ، ومنه : مَشارِفُ الشأم. واستشرف الشيءَ : رفع رأسه ينظر إليه ؛ قال مزرّد :
تَطالَلْتُ فاستَشرَفتُه فرَأيتُه |
|
فقلتُ له آأنتَ زَيدُ الأراقِمِ |
وصعِدَ مُستشرَفاً : عالياً. ومدينة شَرْفاء ، ومدائن شُرَفٌ : ذواتُ شُرَفٍ ، وشُرّفَتِ المدينةُ. وأُذن شَرْفاء : طويلة القُوف. ومنكب أشرفُ : له ارتفاع حسن. ورجل أشرف : خلاف الأهدإ. وحارِكٌ شَريف : رفيع ؛ قال :
ويحملني في الرَّوْعِ أجرَدُ سابِحٌ |
|
مُمَرُّ كَكَرّ الأندرِيّ سَنُوفُ |
إذا وَاضح التّقريب أخّرَ سَرْجَهُ |
|
لَهُ حارِكٌ عالٍ أشَمُ شَرِيفُ |
ومن المجاز : لفلان شَرَفٌ وهو علوّ المنزلة ، وهو شريف من الأشراف ، وقد شَرَفْتُ فلاناً وشَرَفْتُ عليه فهو مشروف ومشروف عليه. وشرّفه الله تعالى. وتُشُرِّف بنو فلان : قُتل شريفُهم ؛ قال عبد الرّحمن بن حسّان :
ألم تَرَ أنّ القَوْمَ أمْسِ تُشُرّفُوا |
|
بأغلَبَ عَوْدٍ لا دَنيٍّ وَلا بَكْرِ |
وفي الحديث : «أُمرنا أن تُستشرَفَ العينُ والأذنُ». يعني في الأضاحي أي تُتفَقّد وتُتأمّل فعل الناظر المستشرف أو تُطلبا شريفتين بسلامتهما من العيوب. وناقة شارف : عالية السنّ ، وقد شَرُفتْ وشَرَفتْ شُروفاً ، ونوق شُرُفٌ وشُرْفٌ وشوارِفُ ؛ قال ذو الرّمّة :
قَلائِص ما تَنفَكُّ تَدْمَى أُنوفُها |
|
على منزِلٍ من عَهدِ خرْقاءَ شاعِفِ |
كما كنتَ تَلقى قبلُ في كلّ منزِلٍ |
|
أقامَتْ بهِ مَيُّ فتيٍّ وشارِفِ |
وهو من مجاز المجاز. وبعير عظيم الشَّرَف وهو السّنام ، وإبل عظام الأشراف ؛ وقال الرّاعي :
لم يُبْقِ نَصّي من عَريكَتِها |
|
شَرَفاً يُجِنّ سَناسِنَ الصُّلبِ |
وقال :
أسَعيدُ إنّكَ في بني مُضَرٍ |
|
شَرَفَ السّنامِ وموْضعَ القَلبِ |
وقطع شَرَفَه وأشرافهم : أنوفهم ، ويقال : قطع أشرافه ؛ قال عديّ :
كقَصِيرٍ إذْ لم يجدْ غيرَ أنْ جدْ |
|
دَعَ أشرَافَهُ لمكْرٍ قَصِيرُ |
وهو على شَرَف من كذا إذا كان مشارفاً ، يقال في الخير والشرّ. وأشرف على الموت وأشفى عليه. وأشرفتْ نفسه على الشيء : حرصتْ عليه وتهالكَتْ ؛ قال الكميت لمَسْلمة بن هشام :
وعَلَيكَ إشرَافُ النّفُو |
|
سِ غَدا وإلْقاء الشَّرَاشِرْ |
يعني يحرص النّاس على بيعتك بالخلافة. وشارفَ البلدَ. وساروا إليهم حتى إذا شارفوهم. وهذا شُرْفة ماله ، وهذه شرفة أموالهم : لخيارها. وفرس مُشترِف : سامي النّظر سابق ؛ قال جرير :
من كلّ مُشترفٍ وإن بَعُدَ المدَى |
|
ضَرِمِ الرّقاقِ مُناقِلِ الأجرَالِ |
شرق ـ شرَقتِ الشّمسُ شُروقاً : طلعتْ ، وأشرقتْ : أضاءت ، ويقال : طلع الشّرق والشّارق : للشّمس ، وتقول : لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق وما درّ بارق. وقعدوا في المشرُقة والمشرَقة والمشْرِقة ، وتشرّقوا ؛ قال :
وما العيشُ إلّا نَوْمةٌ وتشرُّقٌ |
|
وتمرٌ كأكبادِ الجَرادِ وماءُ |
ونظر إليّ من مِشْريق الباب وهو الشَّق الذي تقع فيه الشمس. وشجرة شرقيّة : تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النّهار. وهو يسكن شرقيَ البلد وغربيّه. وشرّق اللحم في الشمس ، ومنه : أيّام التشريق. وخرجوا إلى المشرَّق : المصلّى. وشرّق وغرّب. وشَرِقَ بالرّيق وبالماء ، وأخذته شَرْقة كاد يموت منها. وما دخل شَرْق فمي شيء أي شَقّ فمي ، من شَرَق الشيءَ إذا شَقّه ، ومنه : شرَقتُ الثمرة إذا قطفتَها.