و «ما تركت السّنةُ شَفْراً ولا ظَفْراً» أي شيئاً ، وقد فتحوا شَفراً وقالوا ظَفراً ، بالفتح ، على الإتْباع.
شفع ـ شفعتُ له إلى فلان ، وأنا شافعُه وشفيعُه ، ونحن شفعاؤه ، وأهل شفاعته ، وتشفّعتُ له إليه فشفّعني فيه ، واللهمّ اجعله لنا شَفيعاً مشفَّعاً ، واستشفعني إليه فشفَعتُ له ، واستشفع بي ، وإنّ فلاناً ليُستشفَع به ؛ قال الأعشى :
واستَشفعتْ من سَرَاةِ الحيّ ذاثقَةٍ |
|
فقَد عصَاها أبوها والذي شَفَعَا |
وقال آخر :
مضَى زَمنٌ والنّاسُ يَستَشفعونَ بي |
|
فهَلْ لي إلى لَيلى الغداةَ شَفيعُ |
وكان وَتراً فشفَعتُه بآخر ، وهو مشفوعٌ به. وامرأة مشفوعة ، وأصابتها شَفْعة : عين. وأخذ الدار بالشُّفعة.
ومن المجاز : فلان يعاديني وله شافع أي معين يعينه على عداوتي كما يُعينُ الشّافعُ المشفوعَ له ؛ قال النّابغة :
أتَاكَ امرُؤ مُستَعلنٌ ليَ بُغْضُهُ |
|
لهُ من عَدوٍّ مثلُ ذلكَ شافِعُ |
وقال الأحوص :
كأنّ مَن لامَني لأصْرِمَها |
|
كانوا عَلَينا بلَوْمِهمْ شَفَعُوا |
وقال قيس بن خُويلد :
إذا صَدرَتْ عنهُ تمَشّتْ مَخاضُها |
|
إلى السَّرْوِ تَدعوها إلَيْهِ الشّفائِعُ |
يريد الرّياض التي في هذا المكان كأنّها شفعَت إليها حتى أتتها. وشاة شافع : معها ولدها. وناقة شَفوع : تجمع بين مِحْلَبين.
شفف ـ شفّ الثوبُ يَشِفّ شفيفاً : رقّ ، واستشفّ الثوبَ : نشره في الضوء وفتّشه ليطلب عيباً إن كان فيه ، وثوب شَفٌ وشِفٌ : رقيق يُستشفّ ما وراءه : يُبْصَرُ ، وزجاجة شفّافة ، ورقيقة المستَشَفّ ؛ قال ذو الرّمّة :
وألمَحْنَ لَمحاً عَن خدودٍ أسِيلَةٍ |
|
رِواءٍ خلا ما إن تَشِفّ المَعاطِسُ |
وقال :
وشفّفنَ عن أجْيادِ آرَامِ رَملَةٍ |
|
فلاةً فكنّ القتلَ أوْ شَبَهَ القَتْلِ |
وشفّ جسمُه : رقّ من النّحول شُفوفاً ، وشفّه الحزن يشفّه. ونفسه مشعوفة مشفوفة. واشتَفّ ما في الإناء وتشافّهُ ، و «ليس الريّ عن التّشافّ» ، وما في الإناء شُفافة ، وماء مشفوف. وشربتُ شُرباً ليس فيه شُفوف : قلّة ؛ قال أبو ثمامة بن عازب الضّبّي :
وقُلْنَ ألا تِعْشَار أوّل مَشرَبٍ |
|
غداً ثمّ شُرْبٌ ليسَ فيهِ شُفُوفُ |
وهبَّت الشَّفَّانُ. وتقول : عند هبوب الشَّفَّان تَقْلَصُ الشّفتان. ولها شفيف : بَرد ، وقد شَفّت شفيفاً ؛ قال يصف ثوراً :
ألجاهُ شَفّانٌ لهَا شَفيفُ |
|
في دِفْء أرْطاةٍ لها دُفُوفُ |
ووجدتُ في أسناني شَفيفاً : برداً.
ومن المجاز : قول ذي الرّمّة :
أخي قَفَرَاتٍ دَبّبَتْ في عِظامِهِ |
|
شُفافاتُ أعجازِ الكَرَى فهوَ أخضَعُ |
شفق ـ غابَ الشَّفَقُ.
ومن المجاز : ثوبٌ شَفَقٌ : سخيفٌ رديء النّسج ، وشفّقه النّسّاج. وأشفقتُ العطاء : أو تَحْتُه. ولي عليه شَفَقةٌ وشَفَق : رحمة ورقّة وخوف من حلول المكروه به مع نصح ، وأشفقتُ عليه أن يناله مكروه ، وأنا مُشفِقٌ عليه وشَفيقٌ وشَفِقٌ ؛ قال :
قُلْ للأميرِ أميرِ آلِ مُحَمّدٍ |
|
قوْلَ امرِيٍ شَفِقٍ عليكَ محَامي |
وأنا مُشفِقٌ من هذا الأمر : خائف منه خوفاً يُرِقّ القلبَ ويبلُغُ منه.
شفه ـ شافهته بحديثي. ورجلٌ شُفاهيّ : عظيم الشفة. وماء مشفوهٌ : كثرت عليه الواردة. وما أظنّ إبلك إلّا سَتَشفَهُ علينا الماء. وما التَقَتِ الشّفاهُ على كلام أحسنَ منه.
ومن المجاز : قول أبي مسلم لرؤبة : أتيتنا وأموالنا مشفوهة.