طعنته في الكَبّه فوضعتُ رمحي في اللَّبَّه فأخرجته من السَّبَّه ؛ من الدّبر. وجاءت كَبّة الشّتاء : شدّته ودفعته ؛ قال أبو دؤاد :
يَكْتَبِينَ اليَنجوج في كبّة المش |
|
تَى وبُلْهٌ أحلامُهنّ وِسَامُ |
«وهو حُوّلٌ قُلَّبٌ إن وُقي كَبَّة النّار» ، وألقى عليه كَبَّتَه ورماه بكَبَّتِه ، كما تقول : بأرواقه ، ورُويَ بالضمّ.
كبت ـ كبت اللهُ عدوَّك : كَبّه وأهلكه ، وتقول : لا زال خصمك مبكوتاً وعدوّك مكبوتاً.
ومن المجاز : فلان يَكبِتُ غيظَه في جوفه : لا يخرجه. وتقول : من كَبَت غيظه في جوفه كبَتَ اللهُ عدوَّه من خوفه.
كبح ـ كبَح فرسَه : جذب عنانه حتى يصير منتصب الرّأس ، وقيل : منعه ليقف ، ويقال : ليس كبح الصَّعب الشّرِس إلّا باللّجام الشّكِس.
ومن المجاز : كبَحتُه عن حاجته : رددته. وكبَح الحائطُ السهمَ : ردّه عن وجهه. وكبَح الحجرُ حافرَ الدابة : صكّه. وتطيَّر من الكابح وهو النطيحُ لأنّه يكبحه عن وجهه ؛ قال البعيث :
ومرَّ عراقيبُ الوحوش أمامهم |
|
ومغتدياتٌ بالنّحوس كوابحُ |
وقال أعرابيّ لآخر : ما للصّقر يحبّ الأرنب ما لا يُحبّ الخَرَب ، قال : لأنّه يكبَحُ سَبَلَتَه ويردّه أي يصيبُ سبلته بذَرَقه فيُلْثِقُه ، حكاه الأصمعيّ ثمّ قال : رأيتُ صقراً كأنّما صُبَّ عليه الوِخافُ من خِطْميّ.
كبد ـ هو يأكل كُبود الدَّجاج وأكبادها ، وكَبَدتُه : أصبت كبدَه ، وكُبِدَ فلانٌ فهو مكبود وكَبَده الماءُ. وكَبُدَ وكَبِد كَبَداً : اشتكى كَبِدَه ، ورجلٌ أكبَدُ ، وأصابه الكُبادُ.
ومن المجاز : بلغ كَبِدَ السّماء وكُبَيْداءَ السّماء وكُبَيداتِ السّماء. وتكبّدتِ الشّمسُ : توسّطت السماءَ. وتكبَّدتُ الفلاةَ : توسطتها. وتكبَّد اللبنُ : خثُر. وفرسٌ وجملٌ أكبدُ : واسع الجوف ناهدُ موضع الكبد ؛ قال يصف جملاً :
أكبدَ زفَّاراً يقدُّ الأنسُعا
وقوسٌ كَبداءُ : يملأ عِجْسُها الكفَّ. ووضع يده على كبده : على ما يقابل الكبد من جنبه الأيسر. ووضع السهم على كبد القوس : على مقبضها. وهو يبحث عن كبِد الأرض وأكبادها وهي معادنها ، ورمتْ إليه الأرضُ بأفلاذ كبِدها : بكنوزها وذخائرها. وانتزع سهمه فوضعه في كبِد القرطاس. وداره كَبِدُ نَجْدٍ : وسَطُه ، وكذلك وسط كلّ شيء. ووقع في كَبَدٍ : في مشقّةٍ. وتقول للخصماء : إنّهم لفي كَبَدٍ من أمرهم. وبعضهم يكابد بعضاً. والمسافر يكابد اللّيل إذا ركب هوله وصعوبته.
كبر ـ كَبُرَ الأمرُ ، وخطبٌ كبير. وكَبُرَ عليّ ذلك إذا شقّ عليك (كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ). وكَبُرَ الرّجلُ في قدره وكَبِرَ في سِنّه ، وشيخ كبير ، وذو كِبَرٍ وكُبْرٍ ، وعلته الكَبْرَةُ والمَكْبِرُ : علوّ السنّ ؛ قال :
عجوزٌ علَتها كَبْرَةٌ في ملاحةٍ |
|
أقاتلتي ، يا لَلرِّجالِ ، عجُوزُ |
وقال الحارث بن حرجة :
فأبدَتْ معارفُها والرّسو |
|
مُ داءً دفيناً على المَكْبِرِ |
وهو كُبْرُ قومه : أكبرهم في السنّ أو في الرّياسة أو في النسب : أقعدهم فيه. وفي يده كِبْرُ أمرهم وكُبْرُه أي عُظْمُه. يقال : كِبْرُ سياسة النّاس في المال. (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ) قرئ باللّغتين. وهذا كِبْرَةُ أبيه وصِغْرَةُ أبيه : لأكبر ولده وأصغرهم. وورثوا المجد كابراً عن كابر. وهو من كابَرْتُه فكَبَرْتُه أكبُرُه فأنا كابر. وكابَرَ فلانٌ فلاناً : طاوله بالكِبَرِ وقال أنا أكبر منك ، وكابَرَه على حقّه : جاحده وغالبه عليه. وكوبر على ماله ، وإنّه لمكابر عليه إذا أُخذ منه عنوة وقهراً. وأُرتجَ على رجل فقال : إن القول يجيء أحياناً ويذهب أحياناً فيعزّ عند عزوبه طلبُه وربّما كوبر فأبَى وعولج فقسا. (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً). وتكبّر واستكبر ، وفيه كِبْرٌ وكِبْرِياءُ. والله المُتَكَبِّرُ : البليغ الكبرياء والعظمة. وكبَّرتُ الله تكبيراً ، وما بها مُكَبِّرٌ ولا مُخَبِّرٌ أي ما بها أحد. وتكابر فلان : أرى من نفسه أنّه كبير القدر أو كبير السنّ.