لبد ـ تلبَّد الشَّعر والصوف : تَلَصَّقَ. وتَلَبّد الترابُ والرّملُ ، ولبّده المطرُ. والتبدَ الورقُ. ولبَّدَ الصُّوفَ : جعله لِبْداً. وخُفٌ مُلَبَّد وملبُودٌ : مُتَّخَذ من اللِّبْدِ ، ولَبِسَ اللُّبَّادة. ولبَّد الحاجُّ شعره : عالجَه بخَطْميٍّ أو صَمْغ لئلّا يَشْعَث. وخرج فلان مُلَبِّياً ملبِّداً. وألبَدَ السَّرجَ : عمِل له لِبْداً. وألبَدَ الفرسَ : وضَعه على ظهره. وألبَد القِربة : جعلها في لَبيد وهو الجُوالق ، ومنه قول عمر للبيد قاتِل أخيه زيدٍ : أأنتَ قتلتَ أخي يا جُوالقُ؟
ومن المجاز : «أجرأُ من ذي لِبْدَة» وذي لِبَدٍ وهو الأسد وهي شَعرُه الكثيف المتلبِّد على زُبْرته ؛ قال :
كأنّه ذو لِبْدَةٍ دَلَهْمَسُ |
|
يَفْرِسُ في عَرينه ما يَفْرِسُ |
و «أمنع من لِبْدة الأسد». وفلان لا يجفُ لِبْدُه إذا لم يزل يتردَّد. وأثبت اللهُ لِبْدَك ، وثبَّت لِبْدَك ، وحمل اللهُ لِبْدتك ، وكانوا عليه لِبْدَة ولِبَداً إذا ازدحموا عليه. ولَبِدَ بالأرض وتلبَّد : لصِق متضائلَ الشخص. وفي مثل : «تلبّدي تصيَّدي» كقولهم : «مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاع» ، ومنه قيل : تلبّد فلان إذا رأى وتفرَّس ، وتقول صبيان العرب للسُّمانَى : سُمانَى لُبادَى البِدي لا تُرَيْ ، يدورون حولها ويقولون ذلك وهي لابِدَة لا تطير حتى تُؤْخذ. وفلان جَثّامةٌ لُبَد : لا يفارقُ مكانَه ، ومنه : أتى أبَد على لُبَد ؛ وهو آخر نسور لُقمان لظنّه أنّه لبد فلا يموت. ومالٌ لُبَدٌ : لا يُخاف فَناؤه من كثرته. و «ما له سَبَدٌ ولا لَبَد». وألبَدَ رأسَه : طأطأه عند دخول الباب ، يقال : ألبِدْ رأسَك. وعصابةٌ مُلْبِدَةٌ : لاصقة بالأرض من الفقر ، وفلان مُلْبِدٌ : مُدْقع.
لبس ـ لَبِسَ الثوبَ لُبْساً ، وتلبَّس بلباس حسن ولباساً حسناً ، وعليه مَلْبَس بهيٌّ ولَبُوس من ثوبٍ أو دِرع ، وعليهم ملابِسُ ولُبْسٌ. ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ ، ومزادةٌ لَبيسٌ : خَلَقٌ ؛ قال الكميت :
تَتَبَّعها بالطّعن شَزْراً كأنّما |
|
يُبَجِّس رَوْقاه المَزاد اللَّبائِسَا |
وهو لِبْسُ الكعبة. وكشف عن الهودج لِبسَه ؛ قال :
فلمّا كشفنَ اللِّبسَ عنه مَسَحْنَه |
|
بأطرافِ طَفْلٍ زان غَيلاً موشَّما |
وما لبِستُ هذا الثوبَ إلّا لَبسَةً واحدةً ، وما أحسن لِبسته! ولبّس الحقَّ بالباطل. ولبَس عليه الأمر ولبَّسه. ولا بَسَ عَمَل كذا. والتَبَسَ به وتلبَّس. ولابستُ فلاناً حتى عرفتُ دِخْلته : خالطتُه. والتبستْ عليه الأمور ، وفي أمره لُبْسٌ ولُبْسَةٌ ، بالضمّ ، إذا لم يكن واضحاً.
ومن المجاز : فيه مَلْبَسٌ : مُستمتَعٌ ؛ قال امرؤ القيس :
ألا إنّ بَعدَ العُدمِ للمَرء قِنْيَةً |
|
وبعد المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلْبَسا |
وفلان قد لَبِسَ النّاسَ : عاش معهم ، ولَبِس أباه : مُلِّيَهُ ؛ قال :
لبستُ أبي حتى تملّيْتُ عمرَه |
|
ومُلِّيتُ أعمامي ومُلِّيتُ خاليا |
وقال :
لبستُ أُناساً فأفنَيتُهم |
|
وأفنَيتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا |
والْبَسِ النّاسَ على قدر أخلاقهم : عاشرهم. ولكلّ زمان لِبسَةٌ أي حالة يُلبَسُ عليها من شدّة ورَخاء. ولبِستُ فلاناً على ما فيه : احتملتُه وقبِلتُه ؛ قال لبيد :
وإنّي لأُعطي المالَ مَن لا أوَدّه |
|
وألبَسُ أقواماً على الشَّنَآنِ |
ولَبِستُ على كذا أُذني إذا سكتَّ عليه ولم تتكلّم وتصاممت عنه ؛ قال ابن مُفَرِّغ :
فلبِستَ سمعَك ثمّ قلتَ أرَى العِدى |
|
كثروا وأخلفَ موعِدي أشياعي |
ويقال : لِباس التقوى الحيَاء (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) والسّمْحَاق لِبْس العظم. والتبست به الخيلُ : لحقته ؛ قال الفرزدق :
وأيقن أنّ الخيلَ إن تلتَبس بهِ |
|
يَقِظْ عانياً أوْ جيفةً بينَ أنْسُرِ |
لبق ـ ثَريدة مُلَبَّقة : شديدة الثَّرْد والخلْط ، ولبَّق طعامَه