ولك جامدُ هذا المال وذائبُه. وجَمَادِ له : دعاء على البخيل بجمودِ الحال ، ونقيضُه حَمَادِ له ؛ قال المتلمّس :
جَمَادِ لها جَمَادِ ولا تَقُولي |
|
لها أبَداً إذا ذُكرتْ حَمَادِ |
ورُوي بالعكس ، الأوّل بالحاء والثاني بالجيم ، وأنّه يدعو لها ، ونهَى أن تدعوَ عليها.
جمر ـ لها ساقٌ كالجُمّارَةِ وهي شحمةُ النخلة. وجَمّرَ النخلةَ تَجْمِيراً : قطع جُمّارَها. وجمّرَت المرأةُ شعرَها : جمعته وعقدَته على قَفاها. وشعر مجمَّر : ملبَّد. وجمّرَ الأميرُ الغُزَاةَ : حبسهم في الثغر وفي نحر العدو ولا يُقْفِلهم ؛ قال سهم بن حَنظلة الغَنَوي :
مُعَاوِيَ إمّا أن تُجَهِّز أهلَنا |
|
إلَينا وإمّا أنْ نَزُورَ الأهالِيَا |
ورُوي :
... وإمّا أن نؤوبَ معاويا.
أجمّرْتنا تَجمِيرَ كسرَى جُنُودَهُ |
|
ومَنّيْتَنا حتى نَسينا الأمانِيَا |
وجمّرَ ثيابَه. واستجمر بالعود. واستجمر المستَطيبُ. وحافِرٌ ومَنْسِمٌ مُجْمِرٌ وَمُجْمَرٌ : نكبته الجِمارُ حتى صلب واشتدّ ، وقيل هو المجموع المُدار. وتجمّر بنو فلان : تجَمّعُوا. وجَمَرَاتُ القَبائل ثلاثٌ كَجَمَرَاتِ المَناسِك ، طَفِئَتْ منها ثنتان : ضَبّةُ بنُ أُدّ لمحالفتها الرِّبابَ ، والحارثُ بنُ كعب لمحالَفتها مَذْحِجَ ، وبَقيَتْ نُمَيرُ بنُ عامر ؛ قال الفرزدق :
وإذا كِلابُ بَني المَرَاغَةِ رُبِّضَتْ |
|
خَطَرَتْ وَرَائي دَارِمي وجِمَارِي |
أراد بني ضَبّةَ وهم أخواله وسمّى أمّهم المراغة وهي الموضع الذي تتمرّغ فيه الدوابّ ، يعني أن الحمير تتمرّغ بها كما تتمرّغ بالأتان. وذبحوا فجمّروا أي ألقوا اللحمَ على الجَمر ، ولحمٌ مُجَمَّرٌ. وجمّر الحاجُّ ، وهو يوم التجمير.
ومن المجاز : الجمر في كبدي والجُمّار في خَلاخِلِهنّ. ومن مجاز المجاز : قول أبي صخر الهُذَليّ :
إذا عُطِفَتْ خَلاخِلُهنّ غَصّتْ |
|
بِجُمّارَاتِ بَرْدِيٍّ خِدَالِ |
شَبّهَ أسؤقَ البرديّ الغضّة بشحم النخل فسمّاه جُمّاراً ثمّ استعاره لأسؤق النساء.
جمز ـ في الحديث : «كانوا يأمرون الذين يحملون الجنازة بالجَمْزِ» : وهو سيرٌ فوق العَنَقِ وهو الجَمَزَى ، يقال : هو يعدو الجَمَزَى. وتقول : إذا ركبتَ الجَمّازه فلا تنسَ الجنازه.
جمس ـ ماء جامدٌ وودَكٌ جامِسٌ ، وقد جَمَسَ الوَدَك على يده.
جمش ـ ظلّ يَجْمُشُها جَمْشاً ويُجَمّشُها تجمِيشاً وهو أن يقرُصَها ويغازِلَها ، من الجَمْشِ وهو الحَلْبُ بأطراف الأصابع ، ورجلٌ جَمّاشٌ : غِزّيلٌ ، وامرأةٌ جَمّاشةٌ. ورَكَبٌ جَمِيشٌ حَلِيقٌ ، واطَّلَى بالنُّورة فجَمَشَتْ شعرَه.
جمع ـ ما جاءني إلّا جُمَيْعَةٌ منهم ، وكنت في مجمع من الناس. وهذا الكَلام أولجُ في المسامع وأجول في المجامع. ومعه جمعٌ غيرُ جُمّاع وهم الأُشَابَةُ ؛ قال أبو قيس بن الأسلتِ :
ثمّ تَجَلّتْ ولَنا غَايَةٌ |
|
من بينِ جَمعٍ غَيرِ جُمّاعِ |
وفي الحديث : «كان في جبل تِهامة جُمّاعٌ قد غصَبوا المارّة». وهم كجُمّاع الثّرَيّا وهي كواكبها المجتمعةُ ؛ قال ذو الرُّمّة :
ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثّرَيّا حوَيتُه |
|
بأجرَدَ محتوتِ الصِّفاقَينِ خَيْفَقِ |
وتفتّحت جُمّاعاتُ الثّمَرِ. وقِدْرٌ جامعةٌ وجِمَاعٌ : تجمع الشاةَ. وهذا الباب جِمَاعُ الأبواب. وعن الحسَن : «اتقوا هذه الأهواء التي جِماعُها الضّلالةُ ومَعَادُها النّارُ». وفلان جِمَاعٌ لبني فلان : يأوون إليه ويجتمعون عنده. واشترى فلان دابّةً جامعاً أي يصلح للسّرج والإكافِ. وجَمَعَتهم جامعةٌ أي أمرٌ من الأمور التي يُجْتَمَعُ لها ؛ قال الفرزدق :
أولئك آبائي فجِئني بمثلهم |
|
إذا جَمَعَتنا يا جرير الجوامعُ |