وقال الزجاج والفرّاء : الشياطين حيات لها رؤوس وأعراف ، وهي من أقبح الحيّات وأخبثها وأخفها جسما.
٥ ـ لا يكتفي أهل النار بتناول شيء قليل من الزقوم ، وإنما يأكلون منه بالإكراه حتى تمتلئ منه بطونهم ، فهذا طعامهم وفاكهتهم بدل رزق أهل الجنة.
وبعد الأكل من الشجرة يشربون الماء المغلي الشديد الحرارة الذي يخالط طعام الزقوم ، قال الله تعالى : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً ، فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) [سورة محمد ٤٧ / ١٥]. قيل : يمزج لهم الزقوم بالحميم ليجمع لهم بين مرارة الزقوم وحرارة الحميم ، تغليظا لعذابهم ، وتجديدا لبلائهم.
٦ ـ يشرب أهل النار من ماء الحميم ويأكلون الزقوم من مكان خارج جهنم ، للآية : (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) فهذا يدل على أنهم كانوا حين أكلوا الزقوم في عذاب غير النار ، ثم يردون إليها. والحميم كما قال مقاتل خارج الجحيم ، فهم يوردون الحميم لشربه ، ثم يردون إلى الجحيم ، لقوله تعالى : (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ، يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) [الرحمن ٥٥ / ٤٣ ـ ٤٤].
٧ ـ إن سبب عذابهم الذي استحقوه هو تقليدهم آباءهم في الكفر بالله وتكذيب الرسل وعبادة الأصنام والأوثان ، فكأنهم يستحثون من خلفهم ، ويسرعون إلى تقليدهم ، ويزعجون من شدة الإسراع.
٨ ـ لقد كفر بالله وكذب الرسل وضل كثير من الأمم الماضية ، ولكن الله أرسل إليهم رسلا أنذروهم العذاب فكفروا ، فكان مصيرهم الدمار والهلاك وولوج النار.
٩ ـ ينجي الله دائما عباده المؤمنين الذين استخلصهم من الكفر ، وأخلصوا لله النية والعمل ، ففازوا بنعيم الجنان ، ونصرهم الله في الدنيا.