وبالبعث ، وغير ذلك من أصول الشريعة ، وإن اختلفا في الفروع ، وقد يكونان متفقين فيها.
(إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) أي اذكر حين أقبل على ربه بقلب مخلص صادق الإيمان ، خال من شوائب الشرك والشك والرياء ، ناصح لله في خلقه ، كأنه جاءه بتحفة من عنده لربه ، فاستحق الفوز والرضوان.
ومن خصاله وأعماله المجيدة :
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ : ما ذا تَعْبُدُونَ)؟ أي من مظاهر إخلاصه لربه حين قال لجماعته : ما الذي تعبدونه من هذه الأصنام من دون الله؟ وهذا إنكار على عبادتهم وتوبيخ على منهجهم وخطتهم ، ولوم صريح على عبادة الأصنام والأنداد ، لذا قال :
(أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ ، فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي أتريدون آلهة من دون الله تعبدونها إفكا وكذبا ، دون حجة ولا دليل ، وما ظنكم إذا لقيتم ربكم أنه فاعل بكم ، وقد عبدتم معه غيره ، وما ترونه يصنع بكم؟ فهو استفهام توبيخ وتحذير وتوعد ، أي أيّ شيء ظنكم بمن هو يستحق لأن تعبدوه إذ هو رب العالمين ، حتى تركتم عبادته وعدلتم به الأصنام؟!!
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) أي نظر إبراهيم في علوم النجوم وفي معانيها لا أنه نظر إليها تعظيما وتقديسا كما كان يفعل قومه ، مريدا بذلك أن يوهمهم أنه يعلم ما يعلمون.
أو أن المراد تأمل في الكون والسماء وأطال الفكر ، قال قتادة : إن العرب تقول للشخص إذا تفكر وأطال الفكرة : نظر في النجوم ، أي أطال الفكرة فيما هو فيه.