عن أبي هريرة مرفوعا كما تقدم عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله خالق كل صانع وصنعته» وأخرجه البيهقي من حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله عزوجل صنع كل صانع وصنعته ، فهو الخالق ، وهو الصانع سبحانه».
٨ ـ تشاور القوم في أمر إبراهيم عليهالسلام لما غلبهم بالحجة فقالوا : ابنوا له بنيانا ، تملؤونه حطبا ، فتضرمونه ، ثم ألقوه فيه وهو الجحيم. قال عبد الله بن عمرو بن العاص : فلما صار في البنيان قال : حسبي الله ونعم الوكيل.
وأرادوا بإبراهيم الكيد ، أي المكر والاحتيال لإهلاكه ، فجعلهم الله المقهورين المغلوبين الأذلين ، إذ نفذت حجته من حيث لم يمكنهم دفعها ، ولم ينفذ فيه مكرهم ولا كيدهم.
٩ ـ الهجرة والعزلة واجبة إذا لم يتمكن المسلم من إقامة شعائر دينه ، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليهالسلام ، وذلك حين خلصه الله من النار (قالَ : إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) أي مهاجر من بلد قومي ومولدي ، إلى حيث أتمكن من عبادة ربي ، فإنه (سَيَهْدِينِ) فيما نويت إلى الصواب. قال مقاتل : هو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارّة ، إلى الأرض المقدسة وهي أرض الشام.
١٠ ـ مشروعية الدعاء بالولد ، فلما عرف إبراهيم عليهالسلام أن الله مخلصه ، دعا الله ليعضده بولد يأنس به في غربته ، فقال : رب هب لي ولدا صالحا من الصالحين ، فبشره الله تعالى على لسان الملائكة ـ كما تقدم في هود ـ بغلام يكون حليما في كبره ، فكأنه بشّر ببقاء ذلك الولد ، لأن الصغير لا يوصف بذلك.