للقصص ، لأن يونس عليهالسلام لما لم يصبر على أذى قومه ، وأبق إلى الفلك ، وقع في تلك الشدائد ، وفي هذا عبرة ودرس وتعليم للنبي صلي الله عليه وآله وسلم ليصبر على أذى قومه. جاء في الصحيحين عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : «ما ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى» ونسبه إلى أمه ، وفي رواية : إلى أبيه.
التفسير والبيان :
ذكر الله يونس في القرآن باسمه أربع مرات (١) ، وذكره بوصفه مرتين ، في سورة الأنبياء : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) [٨٧] وفي سورة القلم : (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ ، إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ) [٤٨].
(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) إن يونس بن متى وهو ذو النون أحد الأنبياء المرسلين إلى قومه أهل نينوى بالموصل. قال المفسرون : كان يونس قد وعد قومه العذاب ، فلما تأخر عنهم العذاب ، خرج عنهم وقصد البحر ، وركب السفينة ، فكان كالفارّ من مولاه ، فوصف بالإباق.
(إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) أي اذكر حين هرب من قومه مغاضبا قومه إلى السفينة المملوءة بغير إذن ربه ، فقارع أهل السفينة ، فكان من المغلوبين في القرعة التي اقترعوها ليلقوا بعضهم في البحر ، خوفا من غرق السفينة الثقيلة الحمولة ، فألقوه في البحر بعد أن وقعت القرعة عليه ثلاث مرات.
وأصل الإباق : هرب العبد من السيد ، لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه ، وصف به.
(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) فابتلعه الحوت ، وهو مليم نفسه على ما فرط
__________________
(١) في سورة النساء (١٦٣) والأنعام (٨٦) ويونس (٩٨) والصافات (١٣٩).