(سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي تنزيها لربك أيها الرسول وتقديسا وتبرئة عما يقول الظالمون المكذبون المفترون المعتدون ، فهو رب القوة والغلبة والعزة التي لا ترام ، وسلام الله على الرسل الكرام الذين أرسلهم إلى أقوامهم ، في الدنيا والآخرة ، لسلامة ما قالوه في ربهم وصحته وحقيقته ، والحمد والشكر لله في الأولى والآخرة في كل حال ، فهو رب الثقلين : الإنس والجن ، دون سواه. وهذا تعليم من الله للمؤمنين أن يقولوا ذلك.
روى ابن أبي حاتم عن الشعبي ، والبغوي عن علي كرم الله وجهه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : «من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر ، يوم القيامة ، فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ). ووردت أحاديث في كفارة المجلس : «سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك».
وذكر الثعلبي عن أبي سعيد الخدري قال : «سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)».
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ سبق الوعد الإلهي بنصر المرسلين بالحجة والغلبة ، ونصر جند الله وهم الرسل وأتباعه على أعدائهم ، وذلك على الغالب. والنصر إما بقوة الحجة ، أو بالدولة والاستيلاء ، أو بالدوام والثبات.