قيل : فرّ إليه مائة نبي من القتل فآواهم وكفلهم ، وقيل : تكفّل بعمل رجل صالح كان يصلي كل يوم مائة صلاة. (كُلٌ) كلهم. (مِنَ الْأَخْيارِ) جمع خيّر ، كما تقدّم.
(هذا ذِكْرٌ) هذا ذكر وشرف وتنويه لهم بالثناء الجميل ، أو هذا المذكور من الآيات نوع من الذكر وهو القرآن. (لَحُسْنَ مَآبٍ) مرجع في الآخرة. (جَنَّاتِ عَدْنٍ) جنات استقرار وثبات ، يقال : عدن بالمكان : أقام به. (مُتَّكِئِينَ فِيها) أي على الأرائك ، كما في آية أخرى. (قاصِراتُ الطَّرْفِ) لا ينظرن إلى غير أزواجهن. (أَتْرابٌ) جمع ترب ، أي لدات متساوون في السّنّ ، بنات ثلاث وثلاثين سنة ، حتى لا تحصل الغيرة بينهنّ ، ولأن التّحاب بين الأقران أثبت.
(هذا) المذكور. (ما تُوعَدُونَ) به. (لِيَوْمِ الْحِسابِ) لأجل الحساب ، فإن الحساب علة الوصول إلى الجزاء. (نَفادٍ) انقطاع ، أي دائم له صفة الدوام.
المناسبة :
هذه مجموعة قصص من الأنبياء في هذه السورة ، ذكر الله فيها قصص إبراهيم وذريته الأنبياء ، يراد بها العظة والعبرة ، والتعليم لنا ، والتّخلق بأخلاقهم ، والعمل بأعمالهم التي من أجلها استحقوا ما أعدّ الله لهم ولأمثالهم في هذه الآيات من الثواب الجزيل والنعيم المقيم. وهي معطوفة على بداية القصص في هذه السورة ، كأنه تعالى قال : «فاصبر على ما يقولون ، واذكر عبدنا داود» [الآية ١٧] إلى أن قال : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ) أي واذكر يا محمد صبر إبراهيم حين ألقي في النار ، وصبر إسحاق في دعوة بني إسرائيل إلى الرشاد ، وصبر يعقوب حين فقد ولده وذهب بصره ، وصبر إسماعيل للذبح ، وصبر اليسع وذي الكفل على أذى بني إسرائيل.
التفسير والبيان :
يخبر الله تعالى عن فضائل عباده المرسلين وأنبيائه العابدين ، فيقول :
(وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) أي واذكر العمل الصالح وصبر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي القوة في العبادة