لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧))
الإعراب :
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) متعلق ب (خَلَقَ).
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ ، لَهُ الْمُلْكُ ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ذلِكُمُ) : مبتدأ ، و (رَبُّكُمْ) : خبره ، و (لَهُ الْمُلْكُ) : خبر آخر ، و (الْمُلْكُ) : مرفوع بالجار والمجرور ، وتقديره : ذلكم ربكم كائن له الملك. و (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فيه وجهان : الرفع على أنه خبر آخر للمبتدأ ، والنصب على أنه منصوب على الحال ، وتقديره : منفردا بالوحدانية.
البلاغة :
(تَكْفُرُوا تَشْكُرُوا) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ) يلقي هذا على هذا ، والتكوير : اللف على الجسم المستدير ، وهذا يدل على كروية الأرض ، ومنه كوّر المتاع والعمامة : ألقى بعضه على بعض (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) ذلل وطوع ، وجعلهما منقادين له (يَجْرِي) في فلكه (لِأَجَلٍ مُسَمًّى) لوقت معين محدود هو يوم القيامة (الْعَزِيزُ) القوي الغالب على كل شيء (الْغَفَّارُ) لذنوب عباده إذا شاء وإذا تابوا. والآية دليل على وجود الله ووحدانيته وقدرته.
(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) أي آدم (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) فيه ثلاث دلالات على وجود الله وتوحيده وقدرته : خلق آدم عليهالسلام أولا من غير أب وأم ، ثم خلق حواء منه أو من جنسه ، ثم شعّب الخلق منهما. و (ثُمَ) معطوف على محذوف تقديره : مثل خلقها ، للدلالة على مباينتها لها في الفضل والمزية ، فهو ـ كما قال الزمخشري ـ من التراخي في الحال والمنزلة ، لا من