حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ (٢٠))
الإعراب :
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ حَسَنَةٌ) : مبتدأ ، وخبره : الجار والمجرور قبله ، و (فِي) يتعلق ب (أَحْسَنُوا) إذا أريد بالحسنة : الجنة ، وب (حَسَنَةٌ) إذا أريد بالحسنة ما يعطى للعبد في الدنيا ، مما يستحب فيها ، والوجه الأول أوجه ، لأن الدنيا ليست بدار جزاء.
(قُلِ : اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي اللهَ) : منصوب ب (أَعْبُدُ) و (مُخْلِصاً) : حال من ضمير (أَعْبُدُ) أو من ضمير (قُلِ) و (دِينِي) مفعول (مُخْلِصاً)
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها أَنْ) : مصدرية في موضع نصب بدل من مفعول (اجْتَنَبُوا) تقديره : والذين اجتنبوا عبادة الطاغوت. و (لَهُمُ الْبُشْرى لَهُمُ) : في موضع رفع خبر المبتدأ الذي هو (الَّذِينَ) و (الْبُشْرى) مرفوع ب (لَهُمُ) لوقوعه خبرا للمبتدأ.
البلاغة :
(فَوْقِهِمْ) و (تَحْتِهِمْ) بينهما طباق.
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) جناس اشتقاق.
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ) أسلوب تهكمي ، لأن إطلاق الظلة على النار المحرقة تهكم.
(فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ..) وضع فيه الظاهر موضع ضمير (الَّذِينَ اجْتَنَبُوا) للدلالة على مبدأ اجتنابهم والتمييز بين الحق والباطل.
(مَنْ فِي النَّارِ) وضع فيه الظاهر موضع الضمير ، للدلالة على أنه واقع في العذاب.
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ) مقابلة بين حال أهل النار وحال أهل الجنة.
(أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) مجاز مرسل ، أطلق المسبب (دخول جهنم) وأراد السبب (الكفر والضلال) ، لأن الضلال سبب لدخول النار.