المفردات اللغوية :
(الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ) عذاب ربكم بلزوم طاعته. (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) أي للذين أحسنوا بالطاعات في الدنيا مثوبة حسنة في الآخرة ، وقيل : حسنة في الدنيا هي الصحة والعافية. (وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ) فمن تعسر عليه الإحسان بالطاعة في وطنه ، فليهاجر إلى مكان يتمكن فيه من الطاعة وترك المنكرات ومخالطة الكفار. (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ) على مشاق الطاعة من احتمال البلاء ومهاجرة الأوطان لأجل الطاعة. (أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) بغير مكيال ولا ميزان.
(مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أي أعبده عبادة خالصة من الشرك والرياء ، موحدا له. (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ) بأن أكون. (أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) من هذه الأمة. (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) بترك الإخلاص والميل إلى ما أنتم عليه من الشرك والرياء. (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) لعظمة ما فيه. (قُلِ : اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) من الشرك ، وهو أمر بالإخبار عن إخلاصه وأن يكون مخلصا له دينه ، بعد الأمر بالإخبار عن كونه مأمورا بالعبادة والإخلاص خائفا على المخالفة من العقاب ، قطعا لأطماعهم ، ولذا رتب عليه قوله :
(فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) غيره ، وهذا تهديد لهم. (الْخاسِرِينَ) أي الكاملين في الخسران الذين خسروا (أَنْفُسَهُمْ) بالضلال (وَأَهْلِيهِمْ) بالإضلال ، ونوع الخسارة : التخليد في النار وعدم الوصول إلى الجنة. (الْمُبِينُ) البيّن الواضح (ظُلَلٌ) طبقات من النار ، جمع ظلّة. (ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ) ذلك العذاب هو الذي يخوف به عباده المؤمنين ليتقوه ، بدليل نهاية الآية : (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ).
(الطَّاغُوتَ) البالغ غاية الطغيان ، فهو مشتق من الطغيان للمبالغة ، والتاء فيه مزيدة للتأكيد مثل رحموت وملكوت (واسع الرحمة والملك) والطاغوت : كل ما عبد من دون الله من الأوثان وغيرها. (أَنْ يَعْبُدُوها) بدل اشتمال من الطاغوت. (وَأَنابُوا إِلَى اللهِ) أقبلوا ورجعوا. (لَهُمُ الْبُشْرى) بالجنة والثواب. (هَداهُمُ اللهُ) لدينه. (أُولُوا الْأَلْبابِ) أصحاب العقول.
(أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ؟ حَقَ) ثبت ووجب ، و (تُنْقِذُ) تخرج ، والهمزة للإنكار ، والكلام جملة شرطية معطوفة على محذوف ، دل عليه الكلام تقديره : أأنت مالك أمرهم ، فمن حق عليه العذاب ، فأنت تنقذه. والمعنى : لا تقدر على هدايته ، فتنقذه من النار.
(اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) بأن أطاعوه. (غُرَفٌ) جمع غرفة وهي الحجرة. (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت تلك الغرف. (وَعْدَ اللهِ) مصدر مؤكد ، منصوب بفعله المقدر ، لأن