أمرا للرسول صلي الله عليه وآله وسلم ، فهو لوم على عبادة الأوثان ، من قبيل «إياك أعني واسمعي يا جارة».
(وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) أي وأمرت بأن أكون أول المسلمين من هذه الأمة في مخالفة دين الآباء الوثنيين ، وتوحيد الله ، وأول من انقاد لله تعالى من أهل العصر أو القوم ، لأنه أول من خالف عبّاد الأصنام.
(قُلْ : إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) أي قل لهؤلاء المشركين عبدة الأوثان : إني أخشى إن عصيت ربي بترك إخلاص العبادة له وتوحيده ، وترك الدعوة المعادية للشرك وتضليل أهله عذاب يوم شديد الهول ، وهو يوم القيامة. وهذا تعريض بهم بطريق الأولى والأحرى.
ثم أكد الأمر بالإخلاص في الطاعة للدلالة على أنه يعبد الله وحده ، ولترسيخ المعنى في الأذهان ، فقال : (قُلِ : اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين مرة أخرى : أمرني ربي أن أعبده وحده لا شريك له (١) ، وأن يكون تعبّدي خالصا لله غير مشوب بشرك ولا رياء ولا غيرهما ، فلا أعبد غيره ، لا استقلالا ، ولا على جهة الشركة.
ثم هددهم وأوعدهم قائلا :
(فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) أي اعبدوا ما أردتم أن تعبدوه من غير الله ، من الأوثان والأصنام ، فسوف تجازون بعملكم ، وهذا الأمر للتهديد والتقريع والتوبيخ والتبرؤ منهم.
__________________
(١) إن تقديم المفعول في الآية : اللهَ أَعْبُدُ على الفعل يفيد القصر ، أي لا أعبد أحدا غير الله.