لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ، كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) [الأنعام ٦ / ١٢٢] وقال تعالى : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) [الأنعام ٦ / ١٢٥].
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : قلنا : يا رسول الله ، قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ، فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) كيف انشرح صدره؟ قال : «إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح ، قلنا : يا رسول الله ، وما علامة ذلك؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عمر : أن رجلا قال : يا رسول الله ، أي المؤمنين أكيس؟ قال : «أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم له استعدادا ، وإذا دخل النور في القلب انفسح واستوسع ، قالوا : فما آية ذلك يا نبي الله؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت».
ثم ذكر عقاب قساة القلوب للدلالة على الكلام المحذوف الذي قدر ، فقال :
(فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ، أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي فالعذاب الشديد لمن لا تلين قلوبهم عند ذكر الله ، ولا تخشع ولا تعي ولا تفهم ، أولئك قساة القلوب في ضلال واضح عن الحق ، وغواية ظاهرة لكل الناس.
أخرج الترمذي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي».
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : «قال الله تعالى : اطلبوا