قيل لها : فإن أناسا اليوم إذا قرئ عليهم القرآن ، خر أحدهم مغشيا عليه ، فقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
(ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ) أي ذلك الكتاب أو القرآن هو هداية الله يهدي به من يشاء هدايته ويوفقه للإيمان ، وهذه صفة من هداه الله ، ومن كان على خلاف ذلك ، فهو ممن أضله الله.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) أي من يخذله الله عن الإيمان بالقرآن من الفساق والفجرة ، فلا مرشد له.
ثم أبان الله تعالى سبب التفرقة بين المهتدي والضال ، فقال :
(أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ؟) هذا مثل قوله تعالى : (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) [فصلت ٤١ / ٤٠]. والمعنى : أمن يتقحم نار جهنم ، فلا يجد ما يتقي به سوى وجهه ، ليتقي العذاب الشديد يوم القيامة ، كمن هو آمن لا يعتريه شيء من المخاوف أو المكروه ، ولا يحتاج إلى اتقاء المخاوف ، بل هو سالم من كل سوء ، مطمئن في جنة الله؟! أي لا يستوي هذا وذاك ، كما قال عزوجل : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الملك ٦٧ / ٢٢].
(وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ : ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) أي : وحين يقال للكافرين : ذوقوا جزاء كسبكم من المعاصي في الدنيا ، كقوله تعالى : (هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ، فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة ٩ / ٣٥].
ثم ذكر تعالى عذاب مكذبي الرسل من الأمم الماضية في الدنيا ، فقال : (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ، فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) أي إن بعض