(سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ سَلامٌ) : بدل مما يدعون ، مرفوع على البدل من (ما) أي ولهم أن يسلم الله عليهم ، وهذا منى أهل الجنة. و (قَوْلاً) : مصدر مؤكد لقوله تعالى : (وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ سَلامٌ) قال الزمخشري : والأوجه أن ينتصب على الاختصاص. ويصح جعل (سَلامٌ) وصفا ل (ما) إذا جعلتها نكرة موصوفة ، أي ولهم شيء يدعونه سلام ، ويصح جعله خبرا ل (ما).
المفردات اللغوية :
(فِي شُغُلٍ) الشغل : الشأن الذي يشغل الإنسان عما سواه ، إما لمسرة أو لمساءة. والمراد به هنا : أنهم مشغولون بما هم فيه من اللذات ، بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، يشتغلون بذلك عن الاهتمام بأمر أهل النار. وهو شغل متعة ، لا شغل تعب ، لأن الجنة لا نصب فيها. (فاكِهُونَ) متنعمون متلذذون. (فِي ظِلالٍ) جمع ظل ، وهو ما لا تصيبه الشمس. (الْأَرائِكِ) جمع أريكة : وهو السرير المزيّن في قبة أو بيت ، أو الفراش ، فالأرائك : الأسرّة التي في الحجال. (يَدَّعُونَ) أي يتمنون ويشتهون.
المناسبة :
بعد أن بيّن الله تعالى حدوث البعث لا شك فيه ، وما يكون في يوم القيامة من الجزاء العادل ، بيّن هنا ما أعده للمحسنين ، ثم أعقبه في الآيات التالية بما أعده للمسيئين ، ترغيبا في العمل الصالح ، وترهيبا من سوء الأعمال.
التفسير والبيان :
يخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فيقول :
(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) أي إن المؤمنين الصالحين إذا نزلوا في روضات الجنات يوم القيامة ، كانوا في شغل عن غيرهم ، بما يتمتعون به من اللذات ، والنعيم المقيم ، والفوز العظيم ، بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
فهم في شغل عما فيه أهل النار من العذاب ، وهم متنعمون متلذذون معجبون بالنعيم.