المصدقين بالبعث والجزاء؟ وهل نحن مجزيون محاسبون بعد الموت ، وهل يعقل أن نعود أحياء بعد أن متنا وصرنا ترابا وعظاما نخرة؟
وتتمة الموضوع أن يقول المؤمن لأهل الجنة : هل أنتم مطلعون إلى النار لننظر كيف حال ذلك القرين ومآله؟ فلم يفعلوا ، وإنما اطلع هو ، فوجد قرينه معذبا في وسط النار. فيقول له موبخا : والله ، لقد قاربت أن توقعني في النار ، وتهلكني ، ولو لا فضل ربي ورحمته وعصمته من الضلال والباطل ، وإنعامه بالإرشاد والتوفيق إلى الحق ، لكنت محضرا معك في النار مثلك.
٦ ـ ثم يعود ذلك المؤمن إلى خطاب جلسائه الذين هم من أهل الجنة ، بعد أن يعلموا أنهم لا يموتون حين يمثل الموت بصورة كبش أملح فيذبح ، بعد أن كانوا لا يعلمون بذلك في أول دخولهم في الجنة ، فيقول مغتبطا مبتهجا : أنحن مخلّدون منعّمون ، فما نحن بميتين ولا معذّبين؟
٧ ـ النتيجة من القصة والحديث المتبادل : هي أن الظفر بنعيم الجنان هو الفوز الأعظم ، ولمثل هذا العطاء والفضل ينبغي أن يعمل العاملون العمل الصالح المؤدي إلى تلك النعمة الكبرى.
وقوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) يحتمل أن يكون من كلام المؤمن لما رأى ما أعد الله له في الجنة وما أعطاه ، ويحتمل أن يكون من قول الملائكة ، ويحتمل أن يكون هو من قول الله عزوجل لأهل الدنيا ، أي قد سمعتم ما في الجنة من الخيرات والجزاء ، فليعمل العاملون لمثل هذا ، كما تقدم إيجازه.