٣ ـ إن تنفيذ الأمر الإلهي واجتناب القبيح والمعصية يتطلبان الترغيب في الثواب ، والترهيب من العقاب ، لذا استثنى الله من الإخبار بالعذاب عباده الذين أخلصوا العمل لله تعالى ، فهم ناجون غير معذبين.
٤ ـ إن ثواب المؤمنين المخلصين هو الجنة ، وفيها الرزق المعلوم الصفات وهو الدائم الذي لا ينقطع ، المشتمل على أطيب المآكل من الثمار المختلفة الرطبة واليابسة ، في بساتين يتنعمون فيها ، ولهم إكرام من الله جل وعز برفع الدرجات وسماع كلامه ولقائه.
ولا ينظر بعضهم في قفا بعض ، وإنما يجلسون على أسرّة يتكئون عليها متقابلين وجها لوجه ، غير متدابرين.
وذلك الرزق مشتمل أيضا على أطيب المشارب من خمور تقدم لهم بكؤوس مترعة ، لا يخافون انقطاعها ولا فراغها ، وإنما تجري كما تجري العيون على وجه الأرض ، وخمر الجنة أشد بياضا من اللبن ، طيبة الطعم ، وطيبة الريح ، لا تغتال عقولهم ، ولا تذهب بها بشربها ، ولا يصيبهم منها مرض ولا صداع ، ولا يسكرون منها.
ولهم أزواج من النساء العفيفات اللاتي قصرن طرفهن على أزواجهن ، فلا ينظرن إلى غيرهم ، وهن حسان العيون ، ذوات جمال ولون بديع كبيض النعام المصون ، يخالط لونها صفرة قليلة ، وهو أحسن ألوان النساء.
٥ ـ يتجاذب أهل الجنة أطراف الأحاديث المسلّية التي يتذكرونها في الدنيا ، إتماما للأنس في الجنة ، فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم في الدنيا.
ومن موضوعات أحاديثهم : قصة المؤمن والكافر ، يقول المؤمن من أهل الجنة : كان لي في الدنيا قرين أي صديق ملازم ، فسألني متعجبا : هل أنت من