(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) أي إن طريق العصمة من باطل هؤلاء المجادلين المستكبرين هو الاستعاذة بالله من شرهم ، واللجوء إليه والاستعانة به لدفع كيدهم ، فهو السميع لأقوالهم ، البصير بأفعالهم ، لا تخفى عليه خافية ، وهو لهم بالمرصاد ، وسيقهرون عما قريب.
فقه الحياة أو الأحكام :
يؤخذ من الآيات ما يأتي :
١ ـ إن الله تكفل بنصر عباده المرسلين وأوليائه المؤمنين في الدنيا والآخرة ، قال السّدّي : ما قتل قوم قط نبيا أو قوما من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله عزوجل من ينتقم لهم ، فصاروا منصورين فيها ، وإن قتلوا.
٢ ـ قال مجاهد والسدي : تشهد الملائكة للأنبياء بالإبلاغ ، وعلى الأمم بالتكذيب ، وقال قتادة : الملائكة والأنبياء.
٣ ـ إن الإكرام العظيم والتشريف الكامل عند حضور الجمع العظيم من أهل المشرق والمغرب يكون أتم وأبهج وأمتع.
٤ ـ قد يكون النصر والتكريم بسبب الدفاع عن المسلم ، جاء في الحديث الثابت الذي رواه البيهقي عن أبي الدرداء ، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «من ردّ عن عرض أخيه المسلم ، كان حقا على الله عزوجل أن يردّ عنه نار جهنم ، ثم تلا : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال فيما رواه أحمد وأبو داود عن معاذ بن أنس : «من حمى مؤمنا من منافق يغتابه ، بعث الله عزوجل يوم القيامة ملكا يحميه من النار ، ومن ذكر مسلما بشيء يشينه به ، وقفه الله عزوجل على جسر من جهنم حتى يخرج مما قال».
٥ ـ من أنواع نصر الرسل في الدنيا والآخرة : إيتاء موسى عليهالسلام