الرياسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسنا ، وإن تك بك الباءة (الميل للنساء) زوجناك عشر نسوة تختارهن ، أيّ بنات من شئت من قريش ، وإن كان المال مرادك جمعنا لك ما تستغني به ، ورسول الله ساكت ، فلما فرغ ، قال صلى الله عليه وآله وسلم :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، حم ، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) ـ إلى قوله ـ (فَإِنْ أَعْرَضُوا ، فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) ، فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم ، فرجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش ، فلما احتبس عنهم قالوا : لا نرى عتبة إلا قد صبأ ، فانطلقوا إليه ، وقالوا : يا عتبة ، ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت ، فغضب وأقسم لا يكلم محمدا أبدا ، ثم قال : والله لقد كلمته ، فأجابني بشيء ما هو بشعر ولا سحر ولا كهانة ، ولما بلغ (صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) أمسكت بفيه ، وناشدته الرحم ، ولقد علمت أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب ، فخفت أن ينزل بكم العذاب».
ثم بدأ الله تعالى بتفصيل ما حصل من قوم عاد وثمود ، بعد الإجمال ، فقال : (فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، وَقالُوا : مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟) أي فأما قوم عاد فتكبروا عن الإيمان بالله وتصديق رسله ، واستعلوا على من في الأرض بغير استحقاق ، وبغوا وعتوا وعصوا ربهم ، وقالوا : لا أحد أقوى منا ، حتى يقهرنا ، وقد كانوا ذوي أجسام طوال وقوة شديدة ، فاغتروا بأجسامهم حين تهددهم هود عليهالسلام بالعذاب ، ومرادهم بهذا القول أنهم قادرون على دفع ما ينزل بهم من العذاب.
فرد الله عليهم موبخا ، فقال :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً؟ وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) أي أو لم يعلموا ويتفكروا فيمن يبارزون بالعداوة؟ فإنه العظيم الذي