التوراة والإنجيل والزّبور وصحف إبراهيم وموسى ، لا نفرّق بين أحد منهم ، فلست من الذين آمنوا ببعض الكتب ، وكفروا ببعض ، وهذا تعريض بأهل الكتاب (اليهود والنصارى) الذين حصل منهم ذلك.
٥ ـ (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) أي وأمرني الله بأن أعدل بينكم في الحكم والقضاء إذا ترافعتم إلي ، ولا أحيف عليكم بزيادة أو نقص.
٦ ـ (اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) أي الله هو المعبود بحقّ ، لا إله غيره ، فنحن نقرّ بذلك اختيارا ، فهو إلهنا وإلهكم ، وخالقنا وخالقكم.
٧ ـ (لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) أي إن ثواب أعمالنا وعقابها خاص بنا ، ولكم ثواب أعمالكم وعقابها ، فهو خاص بكم ، ونحن برآء منكم ومن أعمالكم ، كما قال تعالى : (قُلْ : لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا ، وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سبأ ٣٤ / ٢٥] ، وقال سبحانه : (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ : لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ، أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) [يونس ١٠ / ٤١].
٨ ـ (لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) أي لا خصومة بيننا وبينكم ولا احتجاج ، لأن الحقّ قد ظهر ووضح كالشمس.
٩ ـ ١٠ : (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا ، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) أي الله يجمع بيننا في المحشر يوم القيامة ، فيقضي بيننا بالحق في خلافتنا ، كما قال تعالى : (قُلْ : يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ، ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ ، وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) [سبأ ٣٤ / ٢٦]. وإليه وحده سبحانه المرجع والمآب يوم الحساب والقيامة ، فيجازي كل نفس بما كسبت. قيل : إن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة ، وقد سألا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يرجع عن دعوته ودينه إلى دين قريش ، على أن يعطيه الوليد نصف ماله ، ويزوجه شيبة بابنته.