وما فيهما من المخلوقات التي لا يعلم حصرها إلا الله تعالى ، وأنه قادر على جمعهم للحشر والحساب يوم القيامة.
ويرى بعض العلماء استدلالا بقوله تعالى : (وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) أنه لا يستبعد وجود مخلوقات في الكواكب والعوالم العلوية غير الملائكة ، كما تدل الدلائل الفلكية ـ وربما اكتشاف سفن الفضاء الحديثة ـ على وجود حياة في كوكب المرّيخ. وليس في هذا دلالة قطعية ، لأن في تفسير الآية وجها آخر كما تقدم.
٥ ـ المصائب في الغالب تكون بسبب الذنوب والمعاصي ، فهي عقوبات على السيئات ، وقد تكون للابتلاء كما قال صلىاللهعليهوسلم فيما رواه أحمد والبخاري والترمذي وابن ماجه عن سعد : «أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل» والقصد من الابتلاء رفع الدرجات ، لأن الأنبياء معصومون عن الذنوب والآثام ، ويكون حصول المصيبة من باب الامتحان في التكليف ، لا من باب العقوبة ، كما في حق الأنبياء والأولياء.
والعقوبة عن الذنب في الدنيا كفارة له في الآخرة ، وهذا في حق المؤمنين ، فأما الكافر فعقوبته مؤخرة إلى الآخرة.
قال علي بن أبي طالب رضياللهعنه عن آية : (وَما أَصابَكُمْ ...) : هذه الآية أرجى آية في كتاب الله عزوجل. وإذا كان يكفّر عني بالمصائب ، ويعفو عن كثير ، فما يبقى بعد كفارته وعفوه؟!
٦ ـ إن قدرة الله عامة شاملة لكل شيء ، ومهيمنة على كل شيء ، فلن يستطيع الكفار والمشركون أن يعجزوه أو يفوتوه هربا من سلطانه ، ولن يجدوا لهم في الآخرة وليا يتولى أمورهم ، ويتعهد مصالحهم ، ولا نصيرا يدفع عنهم عذاب الله وانتقامه ، فهم في الدنيا والآخرة في قبضة القدرة الإلهية.