(إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي ما قدّره لكم إذا جاء ، وأنتم باقون على الكفر ، لا يؤخر بل يقع لا محالة فبادروا إلى الإيمان والطاعة ، لو كنتم تعلمون ، لعلمتم أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر عن وقته. والمعنى : أن الأجل حتمي لا يؤجل ، ولكن له تعلق وارتباط بشيء آخر ، ففي حال الإيمان والطاعة يكون الأجل الأطول ، ثم لا بد من الموت ، وفي حال الكفر والمعصية يكون الأجل الأقصر ، ثم يكون الموت.
والعاقل هو الذي يبادر إلى الطاعة قبل حلول النقمة ، فإنه إذا أمر تعالى بالعقاب لا يرد ولا يمانع. وأضاف تعالى الأجل إليه سبحانه ؛ لأنه الذي أثبته.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ أرسل الله تعالى رسوله نوحا عليهالسلام إلى قومه ، لينذرهم ويخوفهم إن أصروا على الكفر العذاب المؤلم وهو عذاب النار في الآخرة ، وما نزل عليهم من الطوفان في الدنيا. روى قتادة عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أول رسول أرسل نوح ، وأرسل إلى جميع أهل الأرض». فلذلك لما كفروا أغرق الله أهل الأرض جميعا.
٢ ـ امتثل نوح عليهالسلام أمر ربه ، فبلغ قومه رسالته قائلا : يا قوم إني لكم نذير واضح الإنذار ، فمن عصى الله دخل النار ، وآمركم أن توحدوا الله وتعبدوه حق العبادة الخالصة له ، وأن تخافوه ، وأن تطيعوه فيما آمركم به ، فإني رسول الله إليكم. والأمر بالعبادة يتناول جميع الواجبات والمندوبات من أفعال القلوب وأفعال الجوارح. والأمر بالتقوى يتناول الزجر عن جميع المحظورات والمكروهات ، والطاعة تشمل إطاعة جميع المأمورات والمنهيات.