وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠))
الإعراب :
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) أصله (المتزمل) إلا أنه أبدلت التاء زايا ، وأدغمت الزاي في الزاي ، وذلك أولى من إبدالها تاء ؛ لأن الزاي فيها زيادة صوت ، وهي من حروف الصفير ، وهي أبدا يدغمون الأنقص في الأزيد.
(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ، نِصْفَهُ ..) الليل في رأي الكوفيين مفعول به ، وفي رأي البصريين : ظرف لفعل القيام ، ولو استغرقه الحدث ، أي إرادة جميع أجزاء الليل حتى يصح الاستثناء بقوله : (إِلَّا قَلِيلاً) فإن الاستثناء معيار العموم ، و (نِصْفَهُ) : بدل من الليل ، أو ظرف آخر ، و (قَلِيلاً) : استثناء منه ، وقد قدّم المستثنى على المستثنى منه ، وهو قليل ، وتقديره : قم الليل نصفه إلا قليلا.
(أَشَدُّ وَطْئاً) تمييز منصوب.
(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً تَبْتِيلاً) : منصوب على المصدر من غير فعله ؛ لأن (تَبْتِيلاً) تفعيل إنما تجيء في مصدر فعّل ، مثل رتّل ترتيلا ، وقتّل تقتيلا ، وهنا جاء ل (تفعّل) وقياسه أن يجيء على وزن التفعل وهو التبتل ، إلا أنهم قد يجرون المصدر على غير فعله ، لمناسبة بينهما.
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ رَبُ) : يقرأ بالجر على البدل من (رَبِّكَ) وبالرفع على تقدير مبتدأ محذوف تقديره : هو رب المشرق.
البلاغة :
(انْقُصْ .. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) بينهما طباق ، وكذا بين (النَّهارِ) و (اللَّيْلَ) وبين (الْمَشْرِقِ) و (الْمَغْرِبِ).
(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) فيهما تأكيد الفعل بالمصدر.